«حيط الخير» يزيّن جدران بيروت

ت + ت - الحجم الطبيعي

«تبرّع بشو ما بدّك وخود شو ما بدّك»، «خلّينا ناخد ونعطي» و«الناس لبعض».. هذه بعض من الشعارات التي يحملها «حائط الخير» المفتوح أمام الجميع وفي أيّ وقت كان، حيث يقع الجدار بالقرب من مبنى الجامعة الأميركية في منطقة الحمراء بالعاصمة اللبنانية بيروت، التي كانت قد شهدت انطلاقة هذه المبادرة مع جدار عند تقاطع محلّتَي السوديكو وبشارة الخوري في قلب العاصمة، في موقع جامع وتقاطع يوصل قلب المدينة بأطرافها كافة، وتحديداً في شارع يرى فيه البعض أنفسهم وماضيهم، ومنه يرون الجهة الأخرى بعين قنّاص الحياة أو الموت، وفيه يتعرّف البعض إلى ماضٍ سمع عنه أو لم يقرأه، ومن زاويته يقرأ بين سطور بيروت شارعاً شارعاً.

يومها، كان هذا المكان أحد «أسخن» المحاوِر التي فصلت بين شطرَي العاصمة اللبنانية، على مدى 15 عاماً، وتحديداً بين عامي 1975 و1990، وشكّل موقعه نقطة فصل حربيّة، حيث ارتفعت السواتر الترابيّة.

ومن خطّ «السوديكو»، يستمرّ «حائط الخير» في مسيرته التي انطلقت مع بداية رمضان الماضي، الى شارع عبد العزيز في محلّة الحمراء، يقوم القيّمون عليه بصدقة جارية، ويسعون الى تشجيع عمل الخير في لبنان، ذلك أن الفكرة بسيطة وأبعادها المعنوية والمادية كثيرة للمتبرّع والمحتاج.

ثياب وألعاب ومياه وطعام وأحذية وغيرها، يستقبلها الحائط المفتوح للجميع، في تجربة جميلة وجديدة تزيّن جدران بيروت كلما مرّ عابر سبيل بين من يضيف الى الحائط ومن يأخذ منه، في لوحة ملونة تتراقص على هيئة ابتسامة على وجه محتاج.

فأن تأتي إلى هذا الحائط وتضع ما لا تحتاجه من ملابس وحاجات وتمضي في طريقك ليأتي من بحاجة إليها ليختار ما يناسبه بدون مقابل، هي، بحسب أحد القيّمين على المبادرة، عملية تكافل اجتماعي فرضتها الحاجة للمساعدة بكافة أشكالها لدى شريحة كبيرة من المواطنين، ولا سيما الفقيرة والمحتاجة، مؤكداً الاستمرار في المشروع لتأسيس مبادرات مماثلة في لبنان، وبدعم ذاتي. واللافت أن المبادرة أطلقها 25 عضواً ينتمون إلى مختلف الشرائح الاجتماعية في لبنان، يتناوبون على ترتيب الحائط في المنطقتين كلتيهما.

Email