تألقت في الأفراح الشعبية ولا عازف لها اليوم

علي عبيد: «الطنبورة» ذهبت ولم تعد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشهد فني جميل لا يزال يعيش في الذاكرة، تألقت من خلاله آلة الطنبورة في الأفراح الشعبية، فنثرت السعادة والبهجة بين الجميع، لتنسحب هذه الآلة الشعبية رويداً رويداً حتى اختفت، ولم تعد تجد لنفسها عازفاً. «البيان» تواصلت مع عازف العود والمؤلف الموسيقي علي عبيد، الذي تحدث عن آلة الطنبورة، فقال: هي آلة فرعونية استخدمها أهل النوبة، وحظيت بشهرة كبيرة بينهم حتى إن الفن الذي يُقدَّم عليها يُعرف بفن «النوبان»، وقد تحركت هذه الآلة مع تحرك الشعوب على طول النيل، حتى وصلت إلى زنجبار، فاستخدمها الزنجباريون في فترة الحكم العماني في زنجبار، الذي دام أكثر من 100 عام، ما بين 1856 وحتى 1964، وبحكم التجارة والعمل والعلاقات المشتركة والقيادة الواحدة، سكن الكثير من الزنجباريين، الذين يتحدثون اللغة السويحلية في عمان، حتى وصلوا إلى الساحل العماني الذي كان يعرف قديماً بالإمارات المتصالحة، وجاءت الآلة معهم حتى وصلت إلى الإمارات عن طريق إمارة الفجيرة.

ولفت علي عبيد إلى أن هذه الآلة كانت حاضرة بشكل لافت في الأفراح الشعبية، إلا أنها اختفت تماماً اليوم، ولم يعد أحد يعزف عليها، ولا يعرف عنها شيئاً.

السمسمية

وذكر عبيد أن الطنبورة آلة وترية تشبه القيثارة، والسمسمية هي الأقرب لها من حيث الشكل وآلية العمل.

وعن الآلات الشعبية التي اختفت أيضاً، قال: إلى جانب الطنبورة، نلاحظ اختفاء آلة الربابة، وهذه الآلة مداها الموسيقي محدود جداً، ولها وتر واحد يُعرف بالوتر اليتيم.

وفي المقابل، أكد أن بعض الآلات تمتاز بحضور بارز وكبير، وأبرزها العود، وعنه قال: يعد العود من أبرز الآلات الشعبية حضوراً، وهو آلة ذات مساحات صوتية كبيرة وواسعة، ويحظى بشغف الكثيرين في الخليج.

وعما إذا كان اختفاء الطنبورة قد أثر سلباً على الموسيقى الشعبية، قال عبيد: دائماً ما نحب الاحتفاظ بالتراث، ونشعر بأنه جزء لا يتجزأ منا، ولطالما استخدم أجدادنا الطنبورة في أفراحهم، وهو ما يزيد قيمتها ورغبتنا في الحفاظ عليها.

تأليف وتلحين

ومن خلال خبرته كونه ملحناً ومؤلفاً موسيقياً، تحدث علي عبيد عن فرق بين التلحين والتأليف، فقال: التلحين يقترن بالكلمات الشعرية، بمعنى تركيب الألحان على الكلمات أو العكس، أما التأليف الموسيقي فهو تقديم نص موسيقي دون كلمات بالاعتماد على المقامات والقوالب الموسيقية.

وأشار عبيد إلى وجود أزمة ملحن محلي، وقال: عدد الملحنين المحليين معدود على الأصابع، وهذا الأمر غير مستغرب في ظل الافتقار للأكاديميات والمعاهد الموسيقية المتخصصة، ووجود ملحن متميز يعتمد بشكل مباشر على وجود أكاديميات دورها تعزيز الثقافة الموسيقية، ما يجعل الموسيقي قادراً على الانتقال بين مقام وآخر.

وذكر أن التمازج بين الألحان المحلية والعربية والغربية جميل ومطلوب، مؤكداً إقبال الكثير من شباب اليوم على اقتناء وتعلم العزف على العود والجيتار والآلات النفخية كالكلارنيت وغيرها.

استياء

عبر علي عبيد عن استيائه من سوق الموسيقى اليوم، مشيراً إلى أن الأهداف التجارية طغت على المشهد، وأصبحت الموسيقى مرتبطة بشكل وثيق بالغناء، وبات لزاماً على الملحن أن يقدم ألحاناً تجارية أذواق الجمهور والتجار بغض النظر عن القيمة الفنية.

Email