الشارع منبع قصصها وأبطالها قريبون من المشاهدين

ضمائر حية تواجه «الصدمة» في «ورطة إنسانية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على وتر المشاعر، تعزف بعض البرامج الإنسانية سيمفونيتها، لتستفزها مرة، وتنفض عنها الغبار مرات ومرات، لتؤكد كل حلقة منها أن «الدنيا لسة بخير»، وأن الشارع حافل بقصص المروءة و«الجدعنة»، وأن الضمير لا يزال متيقظاً، والقلوب لا تزال مملوءة بالرحمة والحب.

مع «الصدمة» الذي تعرضه «إم بي سي» و«ورطة إنسانية» على «دي إم سي» المصرية، تفتح هذه البرامج ستائرها، لتقدم في كل يوم مواقف جديدة، أبطالها الجمهور، والحبكة فيها ردود أفعالهم، أما الحكايات فلا تنتهي، إذ تبدأ «الصدمة» مع «زوجة الابن القاسية»، وتمر على «المُدرِّس» و«كبار السن»، وتعرج في طريقها على «أم تحمل رسالة»، وتصطحب معها بعض «اللاجئين»، وتلامس أطراف «أطفال في مواجهة البرد»، وتلطف جراح «أمهات في مواجهة الفقر»، لترسم مع كل حلقة لوحات جميلة، تكشف عمق المشاعر الإنسانية، وتعكس كم النبل والأخلاق العالية المغروسة فيهم.

مشاركة وجدانية

ولا نلبث أن نتخلص من أثر «الصدمة» الجميل، حتى نجد أنفسنا في «ورطة إنسانية»، تحاكي القلوب وتطرق أبواب الانفعالات، ومع حلقاتها المتنوعة، نغرق في بحور من الحميمية والمشاركة الوجدانية، فبين رجل يفطر وحده ويرغب بمن يشاركه إفطاره في رمضان، وطفلة ترسم أول رسمة وتحتاج لمن يشجعها، ومشرد يسخر منه البعض ولا يحترم إنسانيته، تنهمر المشاعر كالمطر، لتنبري انفعالات الناس بحدة في وجه كل ظالم ومتكبر، تماماً كما تنبري قلوبهم حباً في احتضان الطفلة الصغيرة، والعامل البسيط، والمشرد البائس، لتكشف عن مكنونات أنفسهم، وكم الجمال المتعمق في دواخلهم.

تغيير وتأثير

هي برامج واقعية، لا مجال فيها للتزييف ولا التأليف، وأكثر ما يميزها، أن المُشاهِد يجد فيها نفسه، فأبطالها قريبون منه إلى حد الالتصاق، والأماكن التي تحتضنها شبيهة بتلك التي يسير فيها مع أسرته، ويتناول الطعام فيها مع رفاقه، ويعبر فيها الشارع مع المُشاة. ومع المواقف التمثيلية، يترك العنان لخياله ليضعه في مواجهة الموقف، فيستعيد من خلالها قدرته على التغيير والتأثير، ويتنبه إلى ضرورة تسجيل موقف مُشرِّف يعيد للضعيف حقه، وللذليل كرامته، وللمظلوم ما سُلب منه.

ولاقت هذه البرامج تفاعلاً إيجابياً متميزاً من الجمهور، الذي لا يتوقف عن الإشادة بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتصفيق لصناعها الذين أعادوا لهم الثقة بإنسانية الإنسان، وكشفوا أن «الدنيا لسة بخير».

تعليقات إيجابية

كثيرون عبروا عن إعجابهم بـ«الصدمة»، مؤكدين أنه من أفضل البرامج التلفزيونية، ومشيدين بأفكاره المتميزة، إذ علَّق أحدهم «هادف وممتع ويحرك المشاعر.. الناس لسة جواها خير» وآخر«خير دليل وشاهد أن الرحمة الإنسانية والاجتماعية داخل المجتمعات العربية بألف خير».

ومن أبرز التعليقات التي انحازت لبرنامج «ورطة إنسانية» تعليق أحد المغردين «من أفضل البرامج التي يمكن مشاهدتها، تحرك المشاعر الإنسانية المعدومة لدى الكثيرين»، وآخر «برنامج واقعي يشبه الشارع الذي نعيش فيه»، وأخرى«البرنامج حاجة عظيمة وفوق الخيال والوصف» و«أبكاني البرنامج من المشاعر الجميلة التي لا تزال موجودة في الناس».

وفي وقت تزداد فيه حدة العنف والبلطجة في الدراما، تأتي هذه البرامج كونها نسمة باردة، لتعيد للإنسانية قيمتها، وتؤكد حضورها في هذا العالم الذي يعاني من السواد الطاغي على المشهد.

Email