تأهلت إلى النهائيات على مستوى منطقتها في «تحدي القراءة العربي»

غيوض الشمري.. إرادة تقهر الشلل النصفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص ملهمة ومؤثرة، لا هي من وحي الخيال، ولا من عالم الأحلام والأمنيات، بل هي قصص شهد عليها الواقع، أبطالها أصحاب همم وعزائم لا تلين، وإرادة قوية لا تُقهر، ومضامينها نجاحات كبيرة وإنجازات رائعة، تستحق التقدير.

ومع مشروع تحدي القراءة العربي، فتحت الإرادة خزائنها، لتنبعث من بين جنبات الوطن العربي الكبير حكايات الطموح والأمل، فتزيد في دواخلنا الإلهام، وتحفزنا على المضي قدماً في مشوار التميز.

شلل نصفي

مع الفتاة السعودية غيوض شيمان خميس الشمري، الطالبة في الصف الثالث المتوسط من مدرسة المتوسطة السابعة عشرة بحائل تبدأ الحكاية، فرغم معاناتها من الشلل النصفي في الجزء السفلي والناتج عن الشلل الدماغي، إلا أن ذلك لم يثنِها عن المشاركة في «تحدي القراءة العربي»، لتقف إلى جانب زميلاتها وعيناها موجهتان نحو السماء، تحمل في يدها اليمنى خمسين كتاباً، وفي اليسرى إصراراً على المركز الأول، لتخطو نحو حلمها بخطىً واثقة، وتتأهل للتصفية النهائية على مستوى منطقة حائل.

«البيان» تواصلت هاتفياً مع صلفة منوَّخ والدة الطالبة غيوض الشمري، لتعبر عن سعادتها بابنتها التي وصلت لهذه المرحلة من التحدي، وقالت: عشنا فرحة غامرة بسبب تأهل غيوض للتصفية النهائية على المنطقة، رغم الإعاقة التي تعاني منها، فقد عانت ابنتي منذ ولادتها من الشلل النصفي، ولكنها بحمد الله تمتاز بقدرات تفوق أقرانها وقريناتها، يرافقها وعي كبير وإدراك لأهمية دورها في المجتمع، وبعد أن علمت عن مشروع تحدي القراءة العربي، أصرت على المشاركة فيه، ودعمناها أنا ووالدها بشكل كبير.

صعوبات

وذكرت والدة غيوض أن ابنتها كانت تقرأ الكتب واحداً تلو الآخر بكل شغف، لتناقشها بعد ذلك مع والدتها في المنزل، وقالت: كانت غيوض تنهي قراءة الكتب خلال يوم واحد أو يومين على أكثر تقدير، لتبدأ بعد ذلك في عملية التلخيص التي كانت تجد فيها بعض الصعوبة بسبب رداءة خطها، ما يتسبب لها بالإحراج أمام زميلاتها، وهو ما كنا نساعدها فيه، إذ كانت تُملي علينا ملخص الكتاب لنكتبه لها، فتزداد سعادتها وثقتها بنفسها.

وعبَّرت غيوض الشمري عن سعادتها بالتأهل للتصفية النهائية على مستوى المنطقة، وقالت: بعد قراءتي للكتب، كنتُ ألخصها بمساعدة والدتي ثم نعرضها على المنسقة الأستاذة حنان الرشيدي التي تتولى مهمة مراجعة التلخيص وتصحيحه، لأنهي بحمد الله قراءة خمسين كتاباً. ووجهت غيوض الشكر لأعضاء اللجنة الذين نزلوا إلى الطابق الأرضي لمناقشتها، كونها لم تكن قادرة على الصعود إليهم بسبب إعاقتها.

ومنذ صغرها، كانت تحرص والدة غيوض على قراءة القصص لابنتها، ومناقشتها في العبر والحكم المستقاة من كل قصة، ما زاد شغف غيوض بالقراءة، ودعَّم قدراتها في التلخيص واستقاء المعلومة، وعن ذلك قالت والدة غيوض: البيت أساس النجاح، وقد حرصتُ أنا ووالد غيوض على تعزيز عادة القراءة في المنزل، ما زاد رغبتها على المشاركة في «تحدي القراءة العربي»، هذا المشروع الرائع والجاد الذي كنا بحاجته فعلاً.

سعادة وإنجاز

ذكرت غيوض الشمري أنها سعيدة جداً بهذا الإنجاز العظيم، وقالت: وصولي لهذه المرحلة وحصولي على كم هائل من المعلومات أكبر فوز لي، كما زادت مشاركتي في «تحدي القراءة العربي» ثقتي بنفسي وقدراتي، وأصبحت إنسانة ذات ثقافة عالية، وسأبذل ما بوسعي لأفيد مجتمعي ووطني بعلمي ومعرفتي.

Email