برنامج حافل بفعاليات جاذبة للأطفال في مليحة

حضور مميز للبيئة البدوية في «الشارقة التراثية»

البيئة البدوية.. تفاصيل حياتية من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال فعاليات افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدن ومناطق إمارة الشارقة مستمرة، وفقاً لتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في أن تشمل الأيام بفعالياتها المتنوعة مختلف مدن ومناطق الإمارة.

حيث افتتحت أول من أمس الأيام في منطقة مليحة، لتضاف إلى نسخها في الذيد والمدام وشيص، لتتابع لاحقاً في خورفكان والحمرية ومناطق أخرى من الإمارة. ولا تزال فعاليات الأيام في منطقة التراث بقلب الشارقة تستقطب عشاق التراث وجمهوراً كبيراً من داخل الدولة ومن خارجها.

الأيام في مليحة

انطلقت أول من أمس الأربعاء فعاليات النسخة الخامسة عشر من أيام الشارقة التراثية في مدينة مليحة بالمنطقة الوسطى، وحضر حفل الافتتاح سلطان بن بطي المهيري، الأمين العام للمجلس التنفيذي، وخميس السويدي، رئيس إدارة الضواحي والقرى، وصقر محمد، رئيس لجنة الافتتاحات في أيام الشارقة التراثية.

إضافة إلى حمد سالم خليفة الخرم، رئيس مجلس بلدية مليحة، ومصبح سيف عوض الكتبي، مدير بلدية منطقة مليحة، وعدد كبير من قاطني المنطقة والمسؤولين.

وشارك نادي الشارقة للصقارين في حفل الافتتاح، وفرق الفنون الشعبية، كما شارك عدد من الفرق كان أبرزها، برزة الصقارين، وبرزة الشواب «الربابة» وسباق الهجن، وأوبريت جمعية الشمل، وشلة مع الشاعر خليفة الوشاحي، فضلاً عن الفقرة التي قدمتها بلدية مليحة، وفرقة فن الوشاحي، إضافة إلى مشاركة عدد من الشعراء.

وتضمنت احتفالات انطلاقة الأيام في مليحة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والأنشطة، من بينها عروض شعبية فنية كالعيالة والندبة والحربية، ومسابقات تراثية ثقافية، ولقاءات مع المهتمين بالتراث.

لاقت جميعها تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور والزوار. واستمتع الحضور والزوار بالأهازيج والأشعار والرقصات الشعبية، التي تعكس مختلف تفاصيل ومكونات وعناصر التراث الشعبي المادية وغير المادية.

الرسم بالقهوة

يحل الفنان التشكيلي والرسام، حسين احفال أحمد، من جزر المالديف، ضيفاً على النسخة الخامسة عشرة من أيام الشارقة التراثية، حيث يعرض نماذج من أعماله ورسوماته الفنية التي أنجزها من خلال الرسم بالقهوة، ويشرح للزوار كيفية العمل، ويقدم ورش عمل لمن يريد تعلم الرسم بالقهوة.

بيئة بدوية

حضور بيئات الإمارات الأساسية في أيام الشارقة التراثية عنوان كبير ومحطة لا يمكن الاستغناء عن زيارتها في ساحات الأيام، فتلك البيئات الجبلية والبدوية والزراعية والبحرية، تشهد يومياً إقبالاً كبيراً من المواطنين والزوار والضيوف منذ اليوم الأول لانطلاقة الأيام، والكل يسأل عن تفاصيل تلك الحياة وتفاصيل المنتجات والأدوات المستخدمة.

البيئة البدوية التي جهزها سالم آل علي من أم القيوين، ويقيم فيها كما هي حاله في كل عام منذ نحو عشر سنوات، يشرح للزوار والضيوف مختلف تفاصيل البيئة البدوية، ويقول: نريد أن نُعرّف الزوار وأبناءنا مختلف تفاصيل حياتنا في البيئة البدوية، ونريد لهم أن يتعلموا الكثير.

وأن يتمسكوا بتراثهم، حيث نحرص على الحفاظ عليه ونقله إلى الجيل الجديد، وهي حاضرة دوماً في الأيام، وتجد عشاقاً كثر من الزوار ومن الجيل الجديد، وتقدم صورة شاملة عن حياة الإماراتيين في مراحل سابقة.

تملأ البيئة البدوية ساحة الأيام التراثية بسحرها وعراقتها، وفيها يتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم بمختلف تفاصيلها، وظروفها الاقتصادية والاجتماعية، ومع الإبل والأغنام والجمال، والماعز وكلاب الحراسة، ومع الفرح والفنون والأشعار والرقصات البدوية المميزة، وبيت الشعر، تلك الخيمة الكبيرة، والحضيرة، مجلس الرجال والضيوف، وهنا يتعرف الزائر والجيل على الجديد على كل ما يميز البيئة البدوية.

مركز

ينظم مركز التراث العربي في أيام الشارقة التراثية، فعاليات عديدة، إضافة إلى مسابقات يومية وجوائز وأنشطة للأطفال، من بينها «قلعتي الكرتونية» التي تهدف إلى تعريف المشاركين بنماذج من القلاع والحصون لعدد من الدول الخليجية وأساسيات الهندسة المعمارية، وأشكالها وأنواعها. و«البرج الرملي».

حيث يتم تشكيل أبراج وقلاع بالرمل في جو من المتعة والمرح، ويتعرف الأطفال من خلالها على وظائف القلاع قديماً.

وقالت الدكتورة عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي: «هذه أول مشاركة للمركز في الأيام، من خلال لجنة التراث العربي المنبثقة من اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، ويكمن دورها في تسليط الضوء على بعض الأماكن والمباني التراثية في المدن العربية».

عادات

تناول الباحث عبد الله خلفان اليماحي، آداب صب القهوة قديماً في المجتمع الإماراتي، وذلك في المقهى الثقافي في البيت الغربي، حيث ألقى الضوء على كيفية صب القهوة في الماضي والحاضر، مركزاً على ضرورة التقيد بالعادات والتقاليد الإماراتية عند سكبها أو صبها.

وقال: إن من العادات الإماراتية البدوية القديمة صب القهوة والشخص حافي القدمين، وأن يمسك بالدلة في اليد اليسرى والفنجان في اليمين، سارداً بعض القصص عن القهوة وحساسيتها في المناسبات والفعاليات، مستذكراً أهمية تقديم القهوة وهي ساخنة، وإذا كانت باردة كان الزوار يطلقون عليها «محمومة» خوفاً من إحراج أهل البيت أو أصحاب المناسبة.

وبين أن شرب الضيف لأول فنجان قهوة عند البدو يعطي الاطمئنان لصاحب البيت، حيث كانوا لا يقدمون للضيف إلا القهوة، وإذا أراد الشاي كان يطلب ذلك، ولكن في الوقت الحالي يخير الضيف بالمشروبات التي يريدها.

Email