أصدرت الجزء الأول من سلسلتها «السيطرة» وتستعد للثاني

عائشة المنصوري تقع في غرام «الأنيميشن»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتمكن شغفها بالأرقام والمعادلات الرياضية التي تتضمنها مقررات الهندسة الميكانيكية، من منع عائشة المنصوري الوقوع في «غرام» فن الأنيميشن الذي لفت انظارها منذ نعومة أظفارها، ليتحول هذا الفن إلى هواية دائمة تقضي عائشة في ممارستها ساعات طويلة، مكنتها من ابتكار شخصيتي «زيد» و«نور» اللتين تعودتا على مرافقتها في حلها وترحالها، ويحتلان المساحة الأكبر من حسابات عائشة على مواقع التواصل الاجتماعي، فـ«زيد» و«نور» يشكلان بطلي سلسلتها الجديدة «السيطرة» التي أصدرت الجزء الأول منها أخيراً، فيما تستعد لوضع اللمسات النهائية على الجزء الثاني من السلسلة التي يتوقع أن تكشف عنها في معرض «الكوميك كون» الذي يقام سنوياً في دبي.

اتساع فن الأنيميشن واختلاف ألوانه شكّلا مساحة جيدة لعائشة للتنفيس عما في صدرها من ابداع، لذا فضلت التحرر من وظيفته عبر البقاء عليه كهواية، وفقاً لما قالته لـ«البيان» التي أكدت في حوارها معها أنها بدأت احتراف هذا الفن من عامين فقط، مشيرة إلى أن هناك اقبالاً واسعاً من الشباب على هذا النوع من الفنون، بدليل المشاركة الواسعة لهم في المعارض التي تهتم بهذا الجانب.

جريمة قتل

من بين أحداث سلسلتها الأولى يطل «زيد» ومجموعة من أصدقائه المغامرين الذين يمضون في مهمة للكشف عن مرتكب جريمة قتل لم يترك في ساحة الجريمة سوى اثر واحد فقط، ليعرف من خلاله «زيد» ان مرتكب الجريمة هو «صاحب الوشم»، وعلى اثر ذلك ينطلق ومجموعته للبحث عنه، وخلال الأحداث يصادف «زيد» الكثير من المواقف التي تذكره بماضيه الأليم ومواقفه مع «صاحب الوشم»، ذلك ملخص عام لما تتضمنه سلسلة «السيطرة» التي اطلقت عائشة المنصوري الجزء الأول منها، في وقت لا تزال فيه تستعد لإنجاز الجزء الثاني منها.

منذ عامين فقط بدأت عائشة احتراف فن المانغا، وسلوك دروبه، وعن بداياتها قالت: «منذ صغري وأنا شغوفة بتفاصيل هذا الفن، وكنت دائماً اتابع أخي أثناء قيامه بابتكار احدى الشخصيات، وهو ما قادني إلى متابعة تفاصيل ما تعرضه المسلسلات اليابانية المدبلجة الى العربية، حيث أجد فيها متعتي الكاملة، واستطعت مع الوقت أن اطور هذه الموهبة حتى تمكنت من احترافها».

جمالية الأسلوب

رغم احترافها الأنيميشن، الا أن عائشة لم ترد أن تحولها إلى وظيفه، ولذلك فضلت دراسة تخصص الهندسة الميكانيكية في كليات التقنية بالفجيرة.

وقالت: «لم يتبق لي الكثير من الوقت لأتخرج في الهندسة الميكانيكية، وفضلت أن أبقي الأنيمشن كهواية، وعدم حصرها في وظيفة معينة، كونها تشكل متنفساً لي»، واعتبرت عائشة أن سر شغفها في الأنيميشن يعود لما تمتلكه من قدرة على التعليم وتقديم العبر التي يمكن الاستفادة منها، قائلة: «ما يميز قصص الأنيميشن هو عدم التزامها بمعايير محددة، بقدر ما تعتمد على جمالية الأسلوب سواء في التأليف أو الرسم، فضلاً عن ذلك قدرتها على تنمية الخيال للرسام والقارئ على حد سواء». عائشة أشارت في حديثها إلى أنها تستمتع كثيراً بممارسة الرسم التقليدي للمانغا.

وقالت: «احترف طرق الرسم التقليدية والديجتال ايضاً، ولكن ما يميز الطريقة التقليدية هو أنها تتيح لي مزج الألوان بالطريقة التي اريدها، بينما الديجيتال فميزته تكمن في امكانية التعديل على الرسم في حالة ارتكاب أي خطأ».

ونوهت إلى أنها تفضل كتابة أحداث قصصها بنفسها، كونها تمتلك الفكرة بشكل كامل، وتستطيع التعبير عنها بأسلوبها الخاص، وقالت: «معرفتي لطبيعة القصة والشخصيات تمنحني القدرة على التعبير عنها بكلماتي الخاصة، كما أن ذلك سيوفر علي وقتاً كبيراً، حيث لن اكون مضطرة إلى اعادة الصياغة مرات عدة، في حالة اوكلت مهمة التأليف لشخص آخر».

إقبال

شهدت السنوات الأخيرة، اقبالاً واسعاً من الشباب ما بين أعمار 15 و35 عاماً، على احتراف فنون المانغا والأنيمي، معتمدين في ذلك على الطريقتين التقليدية والرقمية.

وعن ذلك قالت عائشة المنصوري: «من خلال مشاركتي في معرض الكوميك كون لاحظت مدى اقبال الشباب على المانغا والأنيمي، حيث يجدون فيه متنفساً لهم، ولكن اعتقد أنهم لا يزالون بحاجة إلى تحفيز ودعم أكبر في هذا المجال، بالنظر لما يحمله فن الأنيميشن عموماً من ابداع».

Email