يستعد لتصوير «أهل العيب» مع يسرا ومنة شلبي

الباجوري يعيد الألق لأفلام الرواية بـ «هيبتا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من الإعلان وإخراج الكليبات انتقل المخرج المصري هادي الباجوري نحو السينما، ليحفر اسمه ذهبياً على تترات أفلام تربعت على عرش شباك التذاكر، فمن «واحد صحيح» الذي قدم فيه مصر البرجوازية، و«وردة» الذي أدخله عالم الرعب، إلى «هيبتا: المحاضرة الأخيرة»، حيث تفيض المشاهد بالرومانسية، ليقف حالياً عند حدود «أهل العيب» الذي يعد الرابع في قائمة الباجوري.

عبر مشاهد «هيبتا: المحاضرة الأخيرة» استطاع الباجوري أن يخلخل القوالب التي اعتاد صناع السينما المصرية في السنوات الأخيرة الاعتماد عليها. ففيه قدم عملاً شاعرياً يفيض رومانسية، مكنته من دخول قلوب الناس والتربع على عرش شباك التذاكر، ليعيد الباجوري من خلاله الألق لأفلام الرواية. الباجوري أكد لـ «البيان» أن «الرومانسية والصدق لعبت دوراً في نجاح هيبتا»، قائلاً إن السينما المصرية باتت حالياً تسير في الاتجاه الصحيح.

من «واحد صحيح» إلى «هيبتا» اختلفت طريقة عمل الباجوري وتبدلت المواضيع التي يتناولها، ووفقاً لتعبيره فهو من أولئك الذين يفضلون التغيير. وقال: «ليس من طبعي البقاء في خط معين حتى وإن كان ناجحاً، ولذلك أفضل التغيير». وبعد سلوكه لخط الرومانسية في «هيبتا» يتجه حالياً في «أهل العيب» من تأليف تامر حبيب، لسلوك خط مغاير، حيث يدور الفيلم في إطار اجتماعي، حول شخصيات يدفعها اختلاف الأسباب إلى اللجوء لطرق غير مستقيمة بهدف كسب المال وتكوين الثروات، وفيه تجسد يسرا شخصية راقصة معتزلة، فيما تلعب منة شلبي شخصية عازفة في فرقة أوبرالية.

أساس قوي

استطاع هيبتا خلال رحلته في دور العرض من تحقيق النجاح، ليبدو أن السر في ذلك، بحسب الباجوري، يكمن في أنه فيلم صادق. وقال: «الجمهور شعر منذ البداية بأن الفيلم صادق، ويتحدث عن مشاعرهم الداخلية التي مروا بها خلال تجارب الحياة، فضلاً عن ذلك امتلاك الفيلم لأساس قوي يكمن في اعتماده على رواية الكاتب أسامة حافظ، التي أحبها القراء كثيراً». وحول إذا ما لعبت مشاعر الرومانسية دوراً في نجاح الفيلم.

قال: «أعتقد أن الرومانسية لعبت دوراً مهماً في نجاحه، وذلك لأن الجمهور متشوق أصلاً لمثل هذه المواضيع، لا سيما وأن السينما المصرية لم تبتعد خلال السنوات الأخيرة عن الأفلام الكوميدية والأكشن، ولم يأت أحد من صناعها على المناطق التي تتضمن الكثير من المشاعر، الأمر الذي جعل الجمهور يقف أمام عمل مغاير تماماً عما تعود عليه في السنوات الأخيرة».

آفاق أوسع

خلال السنوات الخمس الأخيرة، مرت السينما المصرية بأوضاع عديدة أدت إلى خلخلة انتاجها الذي تقلص كثيراً، في حين أنها بدت أفضل حالاً خلال العام الجاري، وعن ذلك قال الباجوري: «بتقديري أن ما مرت به السينما المصرية خلال السنوات الماضية كان كفيلاً بأن يتيح لصناعها فهم ما يجري حولهم، والعمل على الخروج من هذه الدائرة نحو افاق أوسع، بدليل أن السينما المصرية قدمت خلال 2016 أفلاماً تفوق في عددها ما قدمته خلال السنوات الخمس الماضية، التي مرت فيها السينما بضائقة بسبب الأحداث التي شهدتها مصر».

وتابع: «صناع السينما بدأوا حالياً بفهم احتياجات الجمهور، وعملوا على تقديم أفلام متنوعة والابتعاد عن أفلام النجم الواحد».

وفي هذا السياق، توقع الباجوري أن تشهد السينما المصرية انتعاشاً خلال الفترة المقبلة. وقال: «أعتقد أنها تسير في الطريق الصحيح، وبتصوري أننا مقبلون على تقديم نوعيات أفلام مختلفة في مواضيعها وطريقة تصويرها، وهذا ما بدأنا نشهده مع انتاج العام الحالي الذي أطلت فيه الأفلام المستقلة وكذلك ذات الميزانيات العالية، ولكن يبقى المهم دائماً هو تقديم أعمال مشغولة بطريقة جميلة وجيدة سواء في مواضيعها أو اخراجها».

نجاح

يعتبر هادي الباجوري أن سر نجاحه سينمائياً يكمن في الصدق، وطبيعة اختيار المواضيع التي يعتقد أنها يجب أن تكون قريبة من الجمهور. وقال: «عادة أجنح إلى تقديم مواضيع أحبها كثيراً، لأن ذلك يؤثر على عطائي وطريقة عملي».

Email