فيلم محلي طويل بدأ تصويره قبل انطلاق فكرته

«انتظار».. مغامرة مجنونة تمردت على السيناريو

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نقف في محطة القطار، نترقب بأعيننا ذلك القادم من بعيد، تماماً كما نقف في انتظار وعدٍ على أمل أن يتحقق، وطفلٍ على أمنية أن يولد بسلام، وفرحٍ على رجاء أن يكتمل. وفي غمرة الانتظار، نكتشف أننا نقف في نفس المحطة، وعلى نفس البقعة من الأرض، تلك التي نطارد فيها أحلامنا، أو نترقب عليها ما قد يفاجئنا به القدر يوماً.

ومع «انتظار» تبدأ تفاصيل مغامرةٍ مجنونة، خاضها المخرجان هاني الشيباني وخالد علي، مُتَخليان فيها عن النص، ومنحازان لإبداع تأجج من شغفهما بالسينما، ليأخذهما حيث يريد، حيث اكتملت الفكرة وتنفس فيلم متكامل العناصر أكسجين الحياة.

«البيان» تواصلت مع هاني الشيباني، الذي أكد أنه تم تصوير فيلمه قبل انطلاق فكرته، وقال: كنا أنا والمخرج خالد علي في رحلة ترفيهية في سنغافورة، وقررنا تصوير «شيء» غير واضح المعالم، كلقطات مختلفة من باب التسلية، وبدأنا تصوير مشاهد وارتجال أخرى، حتى تَكوَّن لدينا رصيد جيد، ولاحظنا أن أغلب المشاهد تجمعها ثيمة الترقب والانتظار، وبعد عودتنا من السفر، التقيتُ مجموعة من الأصدقاء والصديقات، وكنتُ أستمع لقصصهم، وجذبتني بعض الحكايات التي وجدتُ أنها تصلح لأن تتحول إلى سيناريو، ولفتني وجود رابط بينها جميعاً يتمثل في أن كل شخصية تنتظر شيئاً ما، ومن هنا جاءت الفكرة، لأقرر مع خالد علي خوض تجربة جديدة نصور فيها فيلماً دون سيناريو مكتوب، بالاعتماد على حكايات الشخصيات نفسها.

قالب درامي

وبالفعل، انطلق المخرجان في هذه الفكرة، بالاتفاق مع 4 شخصيات قدمت كل منها حكايتها في قالب درامي، وهم خالد علي، والإعلامية والممثلة فاطمة الطرابلسي، والممثلة نهى رأفت، والخريجة الجامعية شريفة محمد، إلى جانب شخصية خامسة عبرت عن معنى هذه القصص بشكل فلسفي، وربطتها جميعها بعضها ببعض، وأكد الشيباني أن «انتظار» تجربة جديدة، وقال: هو مغامرة، وكل مغامرة جديدة تحتمل النجاح والفشل، ولكننا بذلنا مجهوداً كبيراً كفريق عمل، ونتمنى أن تكلل جهودنا بالنجاح.

ارتجال

ولفت الشيباني إلى أنه تم الاتفاق مع الشخصيات بحيث تروي كل شخصية قصتها وتعيد تمثيل أحداث الانتظار الذي عاشته، وذلك في أماكنها الحقيقية أو في أماكن مشابهة، وقال: استخدمت 3 كاميرات في التصوير، وتركنا لكل شخصية المساحة والحرية لتقديم مشاهدها بشكل ارتجالي، ما أعطى المصداقية لكل مشهد.

وأشار الشيباني إلى أنه يمتلك سيناريو وفكرة لأحد الأفلام، إلا أن التكلفة الكبيرة له جعلته يتوقف عن تنفيذها، حتى قرر خوض تجربة «انتظار» متمرداً فيها على السيناريو، وقال: سعينا لصياغة العملية الدرامية من خلال التصوير، لا سيما أن القصص مبنية على وقائع عاشها أصحابها، لنبدأ مرحلة المونتاج بعد تجميع القصص.

وذكر الشيباني أنه بعد الانتهاء من تقديم قصة كل من خالد وفاطمة ونهى، التقى بشريفة، الخريجة الجامعية الكفيفة التي جاءت للتدرب لديه بعد تخرجها، وروت قصتها التي وجدها مثيرة للاهتمام، ما دعاه لإضافتها إلى فيلمه بعد أن وافقت على إعادة تمثيل أحداثها، وعن الجزء الصعب في الفيلم، قال: تمثلت الصعوبة في كتابة الفيلم عن طريق المونتاح، وذلك من خلال تجميع المشاهد، لنقدم في الفيلم 40% مما تم تصويره.

تكلفة

وذكر الشيباني أن هذا الفيلم محاولة جادة للتغلب على تكاليف الإنتاج، وعن تكلفة «انتظار» قال: كلفنا الفيلم 30 ألف درهم تقريباً، وما ساعدني على ذلك هو توفر المعدات لدي، إلى جانب مشاركة الممثلين الرئيسيين في الانتاج بصورة حقيقية، من حيث مساهمتهم في توفير مواقع التصوير والممثلين المساندين، ليكونوا بذلك جزءاً رئيساً من نجاح العمل، واستغرق العمل عليه 3 سنوات، وذلك لانشغالاتنا الكثيرة، إلى جانب عدم توفر الممثلين والفترات المتباعدة بين تصوير المشاهد، إلى جانب رحلة المونتاج التي استغرقت الوقت الأطول، وتقديم أكثر من نسخة حتى وصلت للنسخة النهائية التي نالت رضاي. وأوضح أن «انتظار» ليس فيلماً جماهيرياً بالدرجة الأولى، ولكنه بتنوع شخصياته يعد انعكاساً للحياة في دولة الإمارات، لا سيما أن أبطاله ينتمون إلى جنسيات مختلفة.

85 دقيقة

ذكر المخرج هاني الشيباني ان مدة الفيلم 85 دقيقة، وهو في مراحله النهائية، وتم تصوير مشاهده بين سنغافورة ودبي والشارقة والفجيرة، وتشارك فيه مجموعة من نجوم الإمارات أبرزهم الفنانة مريم سلطان وعادل إبراهيم ومنصور الفيلي وغيرهم.

Email