عودة إلى التصاميم الشعبية والتراثية القديمة

الحلي الإماراتية.. موروث يواكب الروح العصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما كان الذهب من الحلي التي لا تستغني عنها المرأة على مر العصور التاريخية، وللذهب خصائص كيميائية تميزه عن غيره من المعادن الأخرى، إذ بإمكانه المحافظة على خواصه عند تعرضه للتغيرات أو التأثيرات المختلفة، عدا عن بريقه ولمعانه الخالص الذي يجذب المرأة ويدفعها لاقتناء الذهب والتزين به والتفاخر.

المكانة الاجتماعية

عراقة الذهب وأهميته تتجلى أبهى صوره في المناسبات والأعراس لاسيما في المجتمع الإماراتي، إذ هو جزء لا يتجزأ من (زهاب) العروس الذي يقدم لها من قبل أهل العريس مع المهر والأقمشة والعطور والهدايا الأخرى. وهو كذلك في المجتمعات العربية المجاورة إذ يعتبر الذهب (زينة وخزينة) تتزين بها المرأة في المناسبات المختلفة، وعند الحاجة قد تعرض بعضاً من مصوغاتها الذهبية للبيع لتستفيد من ثمنها.

وفي ظل انتشار واهتمام السيدات بالحلي والمجوهرات واتجاه السيدات إلى اقتناء الاكسسوارات والمجوهرات من أشهر دور المجوهرات العالمية إلا أن الذهب مازال محافظاً على بريقه، سيما مع الاتجاه الحالي السائد بعودة التصاميم الشعبية والتراثية القديمة للحلي الإماراتية بأفكار متجددة والتي تنافس المحلات العالمية.

الماضي بلمسة عصرية

وفي الإمارات هناك الكثير من المهتمات والمهتمين الذين كرسوا أعمالهم للعمل في قطاع المجوهرات، وأنشأوا المؤسسات الكبيرة التي تعنى بهذا الجانب نظراً لأهميته وبهدف الحفاظ على هذا التراث الضارب جذوره في الوجدان الشعبي، والحفاظ على هذا الإرث المادي المرتبط بالحلي النسائية، وحمايته من الاندثار، وفي هذا المجال، تعد موزة الكتبي (صاحبة العلامة التجارية المحلية mooozijewelry)، واحدة من المصممات اللواتي انتهجن نهجاً خاصاً للحلي التراثية القديمة بلمسة عصرية تحاكي تصاميم الذهب التي ارتدتها أمهاتنا وجداتنا، وقد وجدت لها سوقاً رائجاً بين الجيل الجديد من الفتيات اللواتي يحبذن الجمع بين ما هو عصري وتقليدي في آن واحد، خاصة في التجمعات النسائية في شهر رمضان والأعياد والمناسبات الأخرى كالأعراس وليلة الحنة.

بدأت موزة الكتبي هذا العمل منذ عشر سنوات، بالأساور المصنوعة من الخيوط المزينة بالفضة، وخلال تلك الفترة أيضاً عكفت على دراسة هذا المجال من خلال الدورات في الجامعة الفرنسية، أو المعاهد التي تقدم دورات متخصصة والتي كانت تجتازها بنجاح. ومنذ ثلاث سنوات مضت افتتحت محلها وزودته بالعمالة والأجهزة والمكائن الخاصة بالذهب والتي استوردتها من الهند.

وقالت خلال حديثها مع «البيان» إن طلبات الزبائن ترتكز على التصاميم القديمة للذهب، ذات الصناعة اليدوية وهو ما توفره موزة لزبائنها، فالمكائن والأجهزة غير متوفرة لذا استوردتها من الهند، وأوزان الذهب المستخدمة للتصاميم هي ذات الـ 18 و21 غراماً، إذ تحرص الكتبي على أن تقدم ما يليق بعلامتها التجارية من خلال الجودة والدقة فالهدف ليس تجارياً فقط، بل سعياً منها للمحافظة على الموروث وأيضاً كحلية قيمة تقتنيها المرأة وتحتفظ بها على مر السنين، حيث تتحمل أيضاً مسؤولية تعديل القطع أو الحلي في حال تعرضت للخدش أو الضرر.

مسميات الذهب

تحرص موزة الكتبي على المشاركة في معارض العروس السنوية التي تقام في دبي وأبوظبي، وتطمح للمشاركات الخارجية فزبائنها متعددو الجنسية من قطر وعمان والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وأيضاً مصر، وتعتبر الخواتم ذات الطابع المحلي الإماراتي والدبل هي الأكثر طلباً، في مصر، أما على الصعيدين المحلي والخليجي فيأتي (المرود) وهو عبارة عن عصا رقيقة تستخدم لاستخراج العطر من القنينة - المصنوع من الذهب أو الفضة، على قائمة الأكثر طلباً، حيث يستخدم في الأعراس والمناسبات أو الاستخدام الشخصي أو للهدايا.

وتتوافد على الكتبي المقبلات على الزواج من مختلف مدن وإمارات الدولة لشراء قطع خاصة بهن لضمها بين مقتنياتهن لتجهيزات الزهبة والزواج، ويحرصن على أن تكون القطع تقليدية وبسيطة مثل تصميمي (الطبلة) و (الليرات) أو التصاميم التي تحمل أشكال الورود وغيرها.

وتأسف موزة الكتبي على جهل الجيل الجديد من الشابات بمسميات القطع والمصوغات الشعبية، كالملتفت والذي هو عبارة عن إسوارة عريضة توضع حول المعصم، والمرتعشة وهو العقد المصنوع من الذهب الخالص وتتدلى منه سلاسل ذهبية، والطبلة وهي أيضاً عبارة عن سلسال من الذهب تتدلى منه قطعة ذهبية كبيرة أو متوسطة، وتنوه موزة إلى دور الأم في تثقيف ابنتها في هذا الجانب وتوجيهها إلى أهمية معرفة الأسماء الصحيحة للمصوغات الذهبية.

مرجع

تسعى موزة الكتبي إلى وضع اللمسات الأولى لكتاب يعنى بالمصوغات والحلي التقليدية ويركز على مسمياتها، وهي حالياً تعمل على استبيان يشمل جميع المناطق في الدولة للتأكد من مسمياتها الصحيحة ليكون هذا الكتاب مرجعاً في المكتبات لهذا الموروث المهم.

Email