دونالد عاجز أمام تمسك ابنته بصديقتها وراغب في قلب المعادلة إذا استطاع

صداقة تشيلسي كلينتون وإيفانكا ترامب تتهاوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا نعلم إذا كان مستغرباً أو مألوفاً في قاموس السياسة الأميركية أن يضرس أبناء السياسيين المتنافسين من تناول ذويهم لحصرم الانتخابات، أو يتلذذوا بعسل الجاه والشعبية شرط تنحية الصداقة جانباً. وقد جزمت، أخيراً، تشيلسي كلينتون ابنة العائلة الأميركية الأولى سابقاً واللاحقة ربما، بأن أواصر الصداقة لا تزال تجمعها بإيفانكا ترامب، ابنة منافس والدتها الرئاسي، رغم بعض المدّ والجزر.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن تشيلسي قد أكدت في إطلالة تلفزيونية لها سبقت الخطاب، الذي ألقته في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، أنها لا تزال وإيفانكا صديقتين على الرغم من وتيرة الاتهامات المتصاعدة بين أبويهما في الإعلام.

أحوال الصداقة

إلا أن إجابة تشيلسي بـ«حتماً» على سؤال مقدم البرنامج مات لوير، حول أحوال صداقتها بإيفانكا، لم تخل من استطراد عبّرت فيه عن «انزعاجها» مما حصل في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أخيراً، وأثنت على والدتها هيلاري كلينتون «لعدم الانجرار والمشاركة في الخطاب التقسيمي شديد التعصب.»

وأكدت تشيلسي أنها لا تتوقع من صديقتها القديمة إيفانكا «الاضطرار دوماً للدفاع عن والدها»، وقالت: «أعتقد أنه كان واضحاً الأسبوع المنصرم، حين قدمت إيفانكا والدها، أنها تشعر بالكثير من الفخر حياله. وآمل أن يكون على الأٌقل واضحاً بالقدر عينه فخري بأمي في فيلادلفيا.»

وقد تولت تشيلسي البالغة من العمر 36 عاماً، وهي أم لولدين، تقديم والدتها هيلاري كلينتون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، حيث قبلت السيدة الأميركية الأولى السابقة رسمياً ترشيح الحزب لها لخوض المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسية. وحين سئلت تشيلسي عما إذا تفكر في عقد «قمة للطفولة» مع إيفانكا للتباحث في مسألة الاعتداءات الشخصية التي يشنها والديهما ومناصريهم أحدهما ضد الآخر، أقرّت بأن الأمر لم يخطر لها سابقاً، وأكدت أنها على الرغم من ذلك ستكون منفتحة وستفكر حتماً بالقيام بمثل هذه الخطوة.

تشيلسي تنتقد إيفانكا

وقالت: «يبدو واضحاً أن إيفانكا وأنا لدينا وجهات نظر متباينة حيال الشخص الذي نعتقد أنه يجب أن يكون رئيس البلاد، والشخص الأمثل بالنسبة لأميركا. وأعتقد أنه من الواضح أن ترامب يدير حملته الانتخابية بالإفصاح عما يفكر فيه، والحديث عن الأمور التي يظنها مهمةً في العملية الانتخابية.»

وانتقدت تشيلسي إيفانكا لأنها صورت والدها بأنه مدافع عن المساواة بين الجنسين وأنه مقاتل في سبيل حصول النساء على أجور متساوية مع الرجال. وأكدت أن ترامب لم يسبق له أن تحدث في المسألة مطلقاً، كما أنه لم ينشط في وضع سياسات ينوي تطبيقها في ما لو انتخب رئيساً.

وحرصت في معرض الردّ على سؤال ذي علاقة عن عدم التوجه بأي كلام لابنة المرشح الأوفر حظاً، وقالت: «حسناً سأطرح عليها سؤالاً، كيف له أن يقوم بذلك؟ سيما أنه موضوع لم يسبق له التحدث بشأنه، ولم نرَ أنه توجد بحوزته أي خطط عرضها علينا عبر الإنترنت حتى الآن.»

وأوضحت بالقول: «أعتقد أن السؤال حول كيفية القيام بالأشياء يحتل الأهمية القصوى في السياسة كما في الحياة.»

ويعتقد كثيرون أن تحدي تشيلسي لإيفانكا حول مزاعم أبيها سيقطع شعرة الصداقة الأخيرة، التي جمعت بين الفتاتين لفترة طويلة سبقت بداية موسم الانتخابات. علماً أن كلاً من تشيلسي وإيفانكا قد أعلنتا صراحةً عن رغبتهما البقاء صديقتين، والتصدي للحساسيات السياسية الشديدة المرافقة للحملة. وأكدت تشيلسي أن الصداقة أهم من السياسة.

ولم يستطع ترامب إلا أن يتدخل للتعليق على الأمر، فقال أمام جمهور كولورادو ممازحاً إنه حقق في صحة إعجاب إيفانكا بتشيلسي: «ابنتي تحب تشيلسي، وتشيلسي تحبها كذلك. ماذا عسانا نفعل حيال ذلك؟ هكذا هي الأمور، فلابأس.»

إلا أن ترامب لم يخف رغبته بألا تكون ابنته على هذا القدر من الصداقة مع ابنة منافسته الانتخابية: مؤكداً «أن الأمور كانت ستكون أسهل بكثير.»

ردّ وصدّ

أجابت تشيلسي على سؤال عن شعورها إزاء وصف أمها بـ«الكاذبة والفاسدة» بأن ما جرى على منصة مؤتمر حزب الجمهوريين قد روعها أكثر من أي كلام قيل عن والدتها، وردت بالقول: «لقد أزعجني كثيراً، بوصفي أماً، ما قيل على منصة المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أو بصورة أدق ما قيل على المنصة وفي الكواليس، حيال النساء والأقليات والمسلمين والمهاجرين. أعني أن ليس هذا ما أود لأولادي سماعه.»

وأضافت: «يخيل لي أن ما رأيناه في فيلاديلفيا هو نقيض ذلك تماماً، حيث لا تنخرط والدتي في إطلاق خطابات تقسيمية متزمتة.»

Email