«السكرتيرة» على الشاشة بين الكوميديا والانحراف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على قدر كبير من الجمال، لبقة ومتحدثة جيدة، وأحيانًا كوميدية تمتلك حسًا فكاهيًا مختلفًا، وفي النهاية دائمًا لابد أن تتزوج من مديرها في العمل، حتى وإن كان زواجاً عرفياً، بهذه الطريقة قدمت الدراما والسينما المصرية في معظم أعمالها مهنة «السكرتيرة»، لتأتي معظم هذه الصور متقلبة بين الكوميديا والانحراف، وهو ما أظهرته مشاهد فيلم «ملاكي إسكندرية» للمخرجة ساندرا نشأت، التي استعانت بالفنانة اللبنانية نور لتجسيد دور سكرتيرة رجل أعمال ترتبط به وتدخل معه في علاقة، رغم معرفتها بعدم رغبته الزواج منها وأنه يكبرها بعشرات السنين، حتى تُتهم في النهاية أنها وراء عملية قتله بسبب زواجه من فتاة غيرها، قبل أن يكشف بطل الفيلم أحمد عز، أن زوجة رجل الأعمال هي من تقف وراء عملية قتله بمساعدة شقيقها وزميله في مكتب المحاماة الذي لعب دوره الراحل خالد صالح.

استغلال

النموذج ذاته قدمه صُنّاع فيلم «عمر وسلمى 2» عبر شخصية السكرتيرة (الفنانة ميريهان حسين) التي طمعت في رئيسها زوجًا رغم زواجه، وحاولت استغلال توتر علاقته بزوجته لتحثه على طلاقها والارتباط بها، علماً بأن هذا الدور لم يسئ لسمعة المهنة فقط، بل ظلت الفنانة ميريهان لسنوات تعاني من اعتقاد الجمهور، أن شخصيتها الحقيقية تلامس تلك التي جسدتها في الفيلم، وذلك لكونها تجربتها الأولى في السينما، بعد اطلالتها في برنامج «ستار أكاديمي».

الأكثر جرأة

أما النموذج الأكثر جرأة، فكان بتوقيع الفنانة يسرا بفيلم «طيور الظلام» الذي تعاونت فيه مع المخرج شريف عرفة والسيناريست وحيد حامد اللذين حاولا إظهار طبيعة العلاقات التي تحتفظ بها هذه الشخصية، مع الوزراء وكبار المسؤولين في مصر، بينما النظرة العامة للسكرتيرة لم تتغير في الدراما، ففي الموسم الرمضاني المنصرم، عمل صناع الدراما على تقديم نفس النموذج تقريباً دون اختلاف في شيء، كما في مسلسل «الأسطورة» الذي جسدت فيه هند رضا دور السكرتيرة.

جعلتني مجرماً

في المقابل، قدمت أفلام كثيرة السكرتيرة في إطار كوميدي، فهي فتاة ذكية خفيفة الدم، وتتمتع بسرعة البديهة، كما قدمتها الفنانة مي كساب في فيلم «حلم عزيز»، والفنانة ريهام عبدالغفور بفيلم «جعلتني مجرمًا»، وقبل كل هؤلاء الفنانة عبلة كامل في واحد من أفضل أفلامها «الستات» الذي قدمته إلى جوار محمود ياسين، ويعد هذا الفيلم التجربة الوحيدة التي أنصفت السكرتارية وأظهرتها أمام الجمهور في صورة الفتاة الملتزمة التي لا تنجرف وراء رغبتها ولا ترضى بلقب «العشيقة» لمجرد أن يتيح لها عشيقها المستوى الاجتماعي الذي تحلم بأن تعيش فيه.

مبالغة

الناقد طارق الشناوي أكد أن السينما والدراما لم تبالغا في تصدير النموذج السلبي لمهنة السكرتيرة فقط، وإنما انسحب ذلك على مهنتي رجال الأعمال والممرضات، معترفًا أن كل المهن فيها السيء والجيد، وفيها تقريباً كافة النماذج التي تختلف باختلاف شخصيتي المرأة والرجل، مؤكداً أن كل ما قدم شابه المغالاة.

الأمر ذاته أكدته السكرتيرة ياسمين الجوهري العاملة في إحدى شركات التسويق العقاري، حيث قالت: «للأسف الصورة النمطية التي قدمت في إنتاجات السينما والدراما لم تقدم واقع هذه المهنة، وإنما قدمته في صورة شخصية واحدة لا تتغير أخلاقها ولا مبادئها، وهذه الشخصية متواجدة ولكن من الظلم اختزال صورة كل العاملات في هذا المجال ضمن هذه الصورة فقط».

Email