عائلة لوركا تصعّد الصراع مع السلطات الإسبانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن خلاف الشاعر فدريكو غارثيا لوركا، مع السلطات الإسبانية، لن تنتهي فصوله قريباً، بل إنه يستمر من خلال عائلته التي تقارع السلطات الإسبانية للسيطرة على مركز جديد بقيمة 25 مليون دولار يجري بناؤه في مسقط رأسه بغرناطة، حيث أعدم رمياً بالرصاص خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

المركز الذي افتتح في غرناطة الصيف الماضي، كان من المفترض أن يحوي أرشيفاً هائلاً مؤلفاً من نحو 20 ألف مادة، عبارة عن مخطوطات ورسومات ومقطوعات موسيقية وأعمال فنية، تتجاوز قيمتها 20 مليون يورو، أي ما يصل إلى 22 مليون دولار، وأن تحفظ في صندوق من الحديد كبير، معلق داخل برج أبيض من الخرسانة.

لكن المستوعب المضاد للزلازل يبقى فارغاً تماماً إلى هذه اللحظة، حيث أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته أخيراً، إلى أن عائلة الشاعر ومؤسسة لوركا التي تملك الأرشيف، رفضتا نقله إلى المركز الجديد من مخزنها في مدريد، إلا بشرط حصولها على سلطات من مسؤولي الحكومة المحلية خاصة بإدارة المركز وبعملية البرمجة والنشر.

وقالت مديرة مؤسسة لوركا، لورا غارثيا لوركا، ابنة أخ الكاتب المولودة في نيويورك، حيث عاشت مع عائلتها في المنفى بعد إعدام عمها منذ 80 عاماً في أغسطس 1936 من قبل القوات الوطنية: «من البداية لم يكن هناك أي نهج متحمس لهذا المشروع من المؤسسات الحكومية».

توقع

وكان من المتوقع أن يضيف المركز الذي افتتح الصيف الماضي جزئياً، موقع جذب أدبي عالمي إلى قلب غرناطة. وكانت لدى المسؤولين الحكوميين خطط لتنظيم مسار سياحي خاص يؤدي إلى كل المعالم في حياة الشاعر عبر موطنه الأندلس، حيث يقع على بضع خطوات من المركز منزل الشاعر الصيفي..

حيث كتب لوركا مسرحيته الكلاسيكية عام 1932 «عرس الدم» عن الحب والجريمة والشجاعة. لكن من دون أرشيف، فقد ألغى المسؤولون جدولاً مقرراً من المناسبات لعام كامل، كان يشمل عروضاً لكتاب وشعراء وفنانين عالميين، فضلاً عن ذلك، أصبح المركز الآن وسط مشكلة تتعلق بالفساد. ويواجه مستشار سابق في مؤسسة لوركا تهماً تتعلق بالتزوير والاختلاس على ضياع أكثر من 2.5 مليون يورو من قرض البناء الخاص بالمركز.

حماية

وقامت وزارة الثقافة في مدريد في أبريل الماضي، بفرض حماية خاصة على الأرشيف، ومنعت عملياً بيع أي جزء للخارج. وقال المسؤولون إنهم يخشون من بيع أجزاء من الأرشيف لحل مشكلات مؤسسة لوركا المالية، على الرغم من أن أعضاء العائلة يصرون على أنه ليس في نيتهم تشتيت أعمال غارثيا لوركا..

ويسعى محافظ غرناطة الجديد، فرانشيسكو كوينكا، إلى تبني إجراء من شأنه أن ينهي الخلافات بين المؤسسة وبعض المؤسسات الحكومية الإقليمية والوطنية التي تشكل الكونسورتيوم المشرف على المركز، والذي من المفترض أن يسهم في تمويله. لكن لم يكن من السهل حل الخلافات بما في ذلل تحديد المسؤول عن تغطية الأموال المفقودة.

يقول كريستوفر مواريه، أستاذ الإسبانية في جامعة بوسطن الذي يتخصص في أعمال غارثيا لوركا: «على مدى السنين، أصبح الشاعر واحداً من أهم الصادرات الثقافية الرائدة للمدينة إلى العالم»، مضيفاً: «لكن كانت هناك دوماً حالة سارية من العداء والمقاومة لا يمكن إنكارها».

صراع

كان الصراع ظاهراً على مدى عقود على مكان قبر لوركا ، فالشاعر مدفون في مكان ما على أطراف غرناطة في الحقل الذي أعدم فيه ، لكن ليس واضحاً أين بالتحديد. ويسعى علماء الآثار والباحثون لتحديد موضع قبره، بما يتناقض مع رغبة أعضاء العائلة.

Email