وزارة الثقافة تطلق الدورة 8 في دبي

ملتقى خط القرآن نسخة فريدة بـ«المحقق والريحاني»

■ نهيان بن مبارك يطلع على الأعمال المعروضة في الملتقى بحضور صقر غباش ومحمد المر وسلطان السويدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

دورة استثنائية جمعت 30 خطاطاً من 11 دولة عربية وإسلامية ليخطوا بأناملهم نسخة خاصة وفريدة من القرآن الكريم ليقدموها في الدورة الثامنة من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، الذي تقيمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في فندق إنتركونتننتال بفستيفال سيتي بدبي برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة..

وافتتح أول من أمس، وسيستمر الملتقى على مدى ثلاثة أيام على خط آيات القرآن الكريم، حيث تم توزيع أجزاء القرآن على الخطاطين ليكون لكل خطاط جزء يكتبه، ولعل ما يميز نسخة الدورة الثامنة إنه لأول مرة منذ زمن بعيد يكتب القرآن الكريم بخط «المحقق والريحاني» وهما من أوائل الخطوط التي كتب بهما القرآن الكريم.

فن أصيل

افتتح الملتقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وأكد في كلمته أهمية الملتقى، الذي أصبح تقليداً سنوياً يرتبط بالقرآن الكريم أولا، ثم بالخط العربي ومكانته السامية في مسيرة الحضارة الإسلامية، وعلاقته الوثيقة بآيات الذكر الحكيم، وهو فن إسلامي أصيل يسهم في إظهار روعة القرآن الكريم وجلاله..

وقال: إن الوزارة وهي تطلق الدورة الثامنة من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، تعتمد على النجاح الكبير الذي تحقق في الدورات السابقة، حيث أصبح الملتقى واحداً من أهم الملتقىات الثقافية المتخصصة على الأجندة الدولية في مجال الخط العربي والفنون الإسلامية..

مؤكدا أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو دعم فن الخط العربي، ليس على المستوى المحلي وحسب وإنما عالميا أيضا، مؤكدا أن مشاركة 30 من أشهر خطاطي العالم من 11 دولة عربية وإسلامية، يضمن أن تخرج النسخة الخطية الثامنة من كتاب الله، كتحفة فنية نادرة تبقى للأجيال القادمة..

وأضاف أن القرآن الكريم كان وسيظل هو الملهم الأسمى لكافة الخطاطين عبر العصور والأزمان، فعكفوا على تطويره والإبداع فيه حتى صار أحد أهم معالم الفنون الإسلامية التي يهدف الملتقى لدعمها والحفاظ عليها، ونحن نحتفي بعمل الخطاطين في هذا الملتقى..

فإنما ندرك تماماً أن تَحسينَ الخط وبخاصة في كتابة القرآن الكريم أمر لا يجيده إلا الراغبون المتمرسون من ذوي المواهب الفنية والفكرية والنفسية العميقة والمتفردة، ومن هذا المنطلق يسعدنا وجود هذه الكوكبة من الخطاطين على أرض الإمارات العربية المتحدة ونعتز بإنجازهم.

لمسة فريدة

وفي ختام كلمته أكد معاليه أن الوزارة إذ تحرص كل الحرص على تنظيم هذا الملتقى في هذه الأيام المباركة من كل عام إنما تهتدي بالتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فسموه يؤكد لنا دائماً أهمية رعاية كل ما هو إسلامي أصيل، والاهتمام بكافة عناصر الحضارة الإسلامية، وتقديمها للمجتمع والعالم، في أبهى صورها..

كما شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على جهودهم المبذولة في المجال..

لافتاً إلى أن هذه الدورة تضيف لمسة فريدة وهي لأولِ مرة ومنذ زمن بعيد، يكتب القرآن الكريم هذا العام، بخط «المحقق والريحاني» وهما من أوائل الخطوط التي كتب بها القرآن الكريم، وبهذا يكون لهذا الملتقى فضل إحياء هذا الفن التراثي العظيم.

نخبة الحضور

حضر افتتاح الملتقى: معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة، ومعالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي محمد أحمد المر، والأديب عبد الغفار حسين، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وعفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة..

كما حضر الافتتاح سعيد النابودة، مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، والدكتور حنيف حسن رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، والدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، ونخبة من القيادات الثقافية والفكرية في الدولة، ومحبي فن الخط العربي.

قبلة المبدعين

وأشاد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لدعم الفنون الإسلامية، خصوصاً الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وقال: إن الملتقى أثبت نجاحاً متميزاً على مدار السنوات السبع، وفي دورته الثامنة والتي أحيت خط المحقق وخط الريحاني وذلك بمثابة نقلة نوعية وتحد كبير للخطاطين، فهذه الخطوط من الخطوط القديمة..

وأمهات المصاحف كتبت بهذه الخطوط الجميلة، وهذا يعود إلى فكرة الملتقى الفريدة من نوعها، والتي تسهم في توثيق وتطوير فن الخط العربي، وأضاف: إن الإمارات أصبحت واحدة من أهم الدول العربية والإسلامية في مجال رعاية الفنون الإسلامية، ودعم فنون الخط العربي، كما أصبحت قبلة المبدعين وخطاطي العالم لما تقدمه من فن أصيل.

العصر الذهبي

وقال معالي محمد أحمد المر: إن الملتقى في تطور مستمر فقد أعاد إحياء الكثير من الخطوط العربية، حيث بدأ بخط النسخ، ثم أضيف لها خط الثلث والنسخ، ثم أضيف لها خط المحقق، ثم انطلق في دورته الثامنة لإعادة خط المحقق والريحاني وهما نوعان من أهم وأندر الخطوط التي كتب بها القرآن الكريم..

وقد أحيت هذه الدورة هذه الخطوط والتي شهدت عصرها الذهبي أيام السلجوقيين والصفويين والعثمانيين، وأوضح معالي المر الاهتمام الكبير من الأجيال الجديدة بتعلم الخط العربي، والتعرف إلى فنونه، مؤكداً أن دولة الإمارات ستظل رائدة في رعاية الفنون الإسلامية وفن الخط العربي.

تجربة فريدة

الخطاط الإماراتي محمد عيسى خلفان يشارك للمرة الثامنة في الملتقى، وقد افتتح الملتقى بخطه بكتابة البسملة، وفي حديثه للبيان أكد ان أهم ما يميز الدورة الحالية عن الدورات السابقة هو إضافة خطي المحقق والريحاني، وهي من الخطوط القديمة ونادراً ما يستخدمها الخطاطون إلا في المسابقات..

وأشار خلفان الذي خط الجزء الثامن من نسخة القرآن الكريم ضمن هذا الملتقى إلى أن كتابته للجزء استغرقت ما يقارب الشهرين، لأن الكتابة في هذه الدورة تمتاز بالتنوع والصعوبة.

من جانبه أكد محمد التميمي عضو لجنة تحكيم ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، أن الدورة الثامنة من الملتقى تشهد تجربة جديدة وفريدة من نوعها من خلال تركيزها على الاهتمام بخطي المحقق والريحاني، باعتبارها من أهم وأندر الخطوط التي كتب بها القرآن الكريم قبل قرون، وقد فقد الخطاطون اهتمامهم بها، ليأتي الملتقى ويعيد إحياء جماليات خطي المحقق والريحاني.

معرض

أقيم على هامش الملتقى معرض للخط، جمع مجموعة من الأعمال الفنية في مجال الخط العربي لنصوص القرآن الكريم، وهي من أهم الأعمال الفائزة بجائزة البردة في الدورات السابقة، التي تحتوي على مجموعة نادرة من أجمل وأندر اللوحات في الخط العربي والحروفية والزخرفة التي أبدعها الخطاطون والمزخرفون العالميون الفائزون بالجائزة، وقد تميزت بألوانها والزخارف التي زينت اللوحات والكتابة التي أظهرت التناغم الفريد بين الفنون الكلاسيكية التقليدية للخط العربي والإبداعات المعاصرة.

Email