حوارات الفيلم ركيكة وسخيفة ورديئة

«لندن هاز فولن» يستخفّ بعقول المشاهدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر شهرا مارس وأبريل موسماً قصيراً لأفلام ما قبل الصيف، وهي أفلام تطرحها الاستوديوهات لجني أرباح سريعة، فمثلاً يرصد استوديو 60 مليون دولار لفيلم مثل لندن هاز فولن (سقوط لندن) ليجني 160 مليون دولار بعد نهاية عروضه، ثم تبدأ الأرباح بالتدفق مرة أخرى بعد طرحه في أسواق الفيديو، وبيع حقوق بثه على قنوات التلفزيون المهتمة في كل أنحاء العالم، فضلاً عن إمكانية تحويلها إلى ألعاب فيديو.

أفلام هذا النوع لا غرض منها سوى التسلية السريعة ولا ترجى منها أي فائدة فكرية. «لندن هاز فولن» يعاني رداءة شديدة على كل المستويات لا سيما نصه وحواراته الركيكة المبتذلة، كأنه من أفلام أكشن التسعينيات أيام مجد ستيفن سيغال وفاندام، لكنه في قالب اليوم الزمني من ناحية مواكبة الأحداث السياسية.

استخفاف

كما نعلم أن الفيلم الجزء الثاني من Olympus has fallen عام 2013 الذي تمكن فيه عميل الخدمة السرية مايك باننغ (جيرارد باتلر) من إنقاذ حياة الرئيس الأميركي عندما تعرض البيت الأبيض لهجوم إرهابيين من كوريا الشمالية.

في هذا الجزء المعادلة نفسها لكن في لندن التي يسافر إليها الرئيس بنجامين آشر (آرون إيكهارت) لحضور جنازة رئيس الوزراء البريطاني، وهناك يكتشف أن الجنازة برمتها فخ لاغتيال قادة دول عظمى، ثم تبدأ مطاردة إرهابيين من أصول عربية لاغتيال الرئيس الذي يحميه باننغ، ويتصدى لكتائب الإرهابيين، ويقضي عليهم واحداً تلو الآخر في استخفاف شديد بعقل المشاهد.

الفيلم يتميز بطاقم ممثلين درجة أولى لكن مليء بكل «كليشيهات» أفلام الحركة الأخرى، وحوارات سخيفة كتبت بلا مبالاة، فما معنى أن يقول زعيم الخلية الإرهابية لماننغ: سلم رئيسك لنقتله بسرعة وإلا فسنقتله ببطء لو وقع في أيدينا! ونتساءل أي فئة عمرية من الجمهور تتقبل هذه الحماقة!

مشهد إلزامي

بعد الهجوم الإرهابي وتدمير أهم معالم لندن في مشهد لا ينسى من شدة رداءته لأن لقطات التفجير صنعت بتقنيةCGI التي لا تصلح لهذا الغرض، ننتقل إلى مشهد غرفة العمليات «الإلزامي» في واشنطن الذي صور فقط ليهتف الممثلون فيه بكلمتي: «يا إلهي»! كلما كاد أن يصيب الرئيس مكروه.

في الغرفة لم ينس كتاب الفيلم وضع حوار أكثر حماقة من المذكور أعلاه، فنرى وزير الدفاع يقول للحضور: الإرهابي براكاوي مخطط العملية هو رقم 6 على قائمة أخطر 10 مطلوبين للإف بي آي! ونتساءل ماذا حل بالمطلوب رقم 1! هل تم استبعاده لأنه مشغول في أفلام أخرى! أو لأن المطلوب رقم 7 لا يتمتع بكفاءات شريرة ليصنع فيلم عنه!

وينتقل الفيلم من أرض المطاردة أو المعركة في شوارع لندن إلى غرفة العمليات، حيث يجلس نائب الرئيس ألان ترمبل (مورغان فريمان)، ليصدر تعليمات يبدو أنه نفسه غير مقتنع بها، ثم نذهب إلى مشهد زوجة باننغ الحامل التي لا تفعل شيئاً سوى القلق، هذا دورها في الفيلم بأكمله!

أداء ضعيف

من الواضح أن جميع الممثلين في الفيلم جاؤوا ليقبضوا أجوراً على أدوار تافهة وسهلة لا أكثر، فباتلر يعلم أنه يستطيع تأدية هذا الدور وهو نائم، ولن نستغرب لو علمنا مثلاً أن فريمان أدى الدور، وهو يضحك على حماقته وذلك قد يكون تفسيراً لأدائه الضعيف والمفتعل.

 المخرج باباك نجفي (سويدي من أصول إيرانية) لم يبد مهتماً بتطوير أي جانب من الفيلم أو الإتيان، ولو بفكرة مبتكرة لرفع جودة عمله قليلاً، وربما هو غير ملام لأنه منصاع لرغبة استوديو الإنتاج في جعل هذا أحد أسوأ أفلام هذا العام، وربما من أتعس الأعمال في الذاكرة على المدى البعيد.

استنساخ

لقطة النهاية منسوخة من فيلم (تحت الحصار 2) عام 1995، وربما العديد من أفلام التسعينيات الأخرى، عندما هتف الجالسون في غرفة العمليات احتفالاً بانتصار البطل كيسي رايباك وتدميره مخطط الإرهابيين.

بطاقة

بطولة: جيرارد بتلر، مورغان فريمان، آرون إيكهارت

إخراج: باباك نجفي

Email