ميساء مقدادي: أعلّم الأجانب أكلات «ستي»

«دردشات طعام من دبي» مشروع برائحة ماء الورد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من منزلها الواقع في دبي، انطلقت بإبداعاتها، فانبعثت من مطبخها الأنيق رائحة ماء الورد والزعتر، شغفها بالطهي دفعها لتحويل هوايتها إلى مشروع، وحرصها على التراث العربي الأصيل، زاد دافعيتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول عادات الطعام العربية.

فاستضافت الأجانب في منزلها، واستقبلتهم بماء الزهر، وأصرت على تعليم ضيوفها الأكلات العربية على أصولها، بأسرار لا يمتلك مفاتيحها سوى جدتها، وبنكهة لا يتقنها سوى أمها وكل سيدة عربية أصيلة.

«البيان» تواصلت مع ميساء مقدادي الأردنية من أصول فلسطينية، صاحبة مشروع «دردشات طعام من دبي»، لتتحدث عن مشروعها، فقالت: دفعني شغفي بالطهي إلى تحويل هوايتي إلى مشروع تثقيفي، لا سيما أن الأجانب يمتلكون فكرة خاطئة عن العادات العربية المتعلقة بالطعام.

ورأيت أن من واجبي تصحيح هذه المفاهيم، فبدأت منذ سنتين بمشروعي «دردشات طعام من دبي»، وهو مشروع غير ربحي، أستضيف من خلاله الراغبين في تعلم الأكلات العربية في منزلي، وأعلمهم طريقة طهيها على الأصول.

كما كانت تطهوها جدتي بكل المكونات الأصلية دون أي رتوش أو إضافات عصرية، وذلك للحفاظ على تراثنا العربي، وكوني فلسطينية، أحرص على حفظ التراث الفلسطيني بالذات، وتوصيله كما هو للآخرين.

مكتبة غنية

وامتلكت ميساء مقدادي مهارة الطهي من والدتها وجدتيها، كما أغنت خبرتها بشراء كتب الطهي، ومتابعة مواقع الطبخ عبر الانترنت، حتى أصبحت تملك مكتبة كبيرة وغنية.

وأشارت مقدادي إلى أن تعليم فنون الطبخ في المنزل يختلف كثيراً عن تعليمه في الفنادق والمطاعم، وعن ذلك قالت: ما يتعلمونه في تلك الأماكن لا يناسب ربات البيوت، وهو ليس عملي، فالمكونات التي يستخدمونها هناك غير متوفرة في المنازل، وكذلك الآلات، إضافة إلى أن الأكلات ليست عملية، ولذا فالحصة في البيت واقعية تناسب الأمهات، ويستطيع الجميع تطبيقها، على عكس حصص الفنادق والمطاعم.

قصور

وذكرت مقدادي أن فكرة الأجانب عن المطبخ العربي قاصرة بشكل كبير، وقالت: يعتقدون أن الطعام العربي ما هو إلا «مشاوي وتبولة وحمص»، ولا يمتلكون أي فكرة عن المطبخ السوري أو الفلسطيني أو الأردني وأكلاتنا التقليدية، ليفاجأوا بأن المطبخ العربي فضاء واسع يمتلئ عن آخره بأشهى المأكولات، كما أن فكرتهم عن الحلويات تقتصر على الكنافة وأم علي، ليفاجأوا بأن حلوياتنا متنوعة وغنية بمكوناتها الطيبة.

هوية

وأوضحت ميساء أن المطبخ هوية، ودورنا إبرازها بأفضل الطرق، وقالت: لدي عدد كبير من الأصدقاء الأجانب، ومن خلال تواصلي معهم، اكتشفت أنهم يمتلكون فكرة خاطئة جداً عن إفطار العرب في شهر رمضان، إذ ضايقني قولهم بأننا نشن هجوماً على الطعام وقت الإفطار، واتخذت منذ ذلك الوقت قراراً بتصحيح المفاهيم الخاطئة.

ولذا، دعوتهم لمشاركتي في إعداد طعام الإفطار في رمضان، وكانت الحصص رائعة جداً، واكتشفوا من خلالها كم أن المطبخ العربي راقٍ، وأن شهر رمضان خفيف الظل وله قيمة روحانية عالية لدينا، وقد شاركني ضيوفي الإفطار مع زوجي وأبنائي، واكتشفوا حميمية هذا الشهر، ورقينا في التعامل معه.

فن وذوق

ولفتت إلى أن الطبخ فن وذوق، وتنظيم الوقت مطلب ضروري في المطبخ، وقالت: مدة الحصة 3 ساعات، أعلم ضيوفي من خلالها كيف يحضرون طبق مقبلات، وطبقاً رئيسياً، وصنفاً من الحلويات، بشرط أن تتناسب هذه الأطباق مع بعضها البعض، ما يقدم قيمة غذائية عالية، ويختصر الوقت، ويتيح الفرصة لهم للاستمتاع مع أفراد عائلاتهم.

وبعد الانتهاء من الحصة التعليمية، تتشارك مقدادي تناول الأصناف التي أعدتها مع ضيوفها، ليبدأ دور «دردشات الطعام»، ويتناولن «حديثاً مشهياً» على المائدة، يتناقشن فيه حول الأصناف التي أعددنها.

تجربة غنية

أكدت ميساء مقدادي أن دبي بتنوع الجاليات فيها، أتاحت لها فرصة التواصل مع مختلف الجنسيات، ما وسع نطاق مطبخها، فوصلت أصداؤه للجميع، لافتة إلى أن أجواء دبي هي ما سهل عليها الاستمرار في مشروعها وتحويله إلى واقع، وإثراء تجربتها بسبب التنوع الحضاري والثقافي والاجتماعي فيه.

Email