نفت تناوله قضية «جهاد النكاح»

هند صبري: «زهرة حلب» يحمل رسالة إنسانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على صهوة الحرب وآثارها النفسية، عادت الممثلة هند صبري إلى أحضان السينما التونسية، بعد غياب 7 سنوات عنها، لتطل من خلال فيلمها الجديد «زهرة حلب»، الذي تدخل فيه منطقة الحرب، التي تشهدها المنطقة العربية، كما تدخل فيه منطقة الإنتاج وللمرة الأولى في مسيرتها، ليبدو الفيلم حاملاً رسالة إنسانية وإدانة واضحة للحرب، بحسب ما قالته هند لـ«البيان»، التي أكدت في حوارها معها أن الفيلم لا يتطرق إلى «نكاح الجهاد» كما تردد أخيراً، وأن الفيلم يحمل إسقاطات واضحة على الحالة العربية عموماً، مبينة أنها تواصلت مع أمهات لُسعن بنيران الحرب، بعد فقدانهن أبنائهن الذين توجهوا إلى سوريا، لتتمكن من تلبس الشخصية ومعرفة خفاياها.

في «زهرة حلب» تلعب هند صبري دور امرأة تونسية تخوض رحلة شاقة على خلفية الوضع السوري الحالي، وفيه تنتمي بطلة الفيلم وابنها إلى عائلة عادية كغيرها من العائلات التونسية، لها حياتها الخاصة ومشكلاتها وأحلامها، حيث تعيش مشاعر الحب والغضب والانفصال، لتكون ضحية الحرب التي تقع على رأسها وابنها، فتدمر كل أحلامها وطموحاتها. ذلك بعض من ملامح سيناريو الفيلم الذي كتبه وأخرجه التونسي رضا الباهي، الذي يمتلك في رصيده مجموعة أفلام جيدة.

تساؤلات

تقول هند صبري حول السبب الذي دعاها إلى إنجاز هذا الفيلم: السبب الرئيس يكمن في الحرب والصراع الذي نشهده عربياً، فقد أصبح ركيزة أساسية في حياتنا وأحاديثنا اليومية، ليس في تونس وحسب وإنما في المنطقة عموماً، وأحاول من خلاله طرح مجموعة تساؤلات حول ما يجري وما يدفع الشباب للانخراط في القتال على شيء لا يعرفونه، وأعتقد أن هذه ظواهر اجتماعية من المهم أن نتطرق لها.

وأضافت: «أنا مع أن تكون السينما وسيلة تسلية وترفيه، تبتعد عن الواقع المر والأليم، ولكن في الوقت نفسه مفروض عليها أن تطرح أسئلة مهمة في مجتمعات عربية تعيش حالياً مخاضاً مؤلماً وموجعاً، ولذلك فالفيلم رغم أنه تونسي بحت بقصته إلا أنه يحمل في داخله إسقاط واضح على الحالة العربية عموماً، فهو يتناول الآثار الإنسانية للحرب، وكيفية تبدل حياة الناس وتبخرها بسبب الحروب، و«زهرة حلب» يحمل رسالة إنسانية، لا سياسية، ففيه ندين الحرب نفسها بغض النظر عن هوية أطرافها، كونها تدمر الجميع».

شهادات

في حديثها نفت هند ما تردد حول الفيلم أنه يتطرق إلى قضية «جهاد النكاح». وقالت: هذا غير صحيح، فالفيلم لا يتصل بهذه الحالة من قريب ولا من بعيد ولم نتطرق إليها حتى عندما كان الفيلم عبارة عن نطفة، رغم أن قضية «جهاد النكاح» طرحت في تونس عندما كان لدينا بنات ونساء يختفين، وبالبحث عنهن نجدهن متواجدات في سوريا، ولا أزعم أن هذا الحديث صحيح، ولكن هناك شهادات موجودة حول هذا الموضوع، وحتى لا ندخل دائرة الشكوك حول صحة هذه القضية من عدمها فضلنا الابتعاد عنها خلال كتابة السيناريو.

بهذا الفيلم تلعب هند صبري دور«أم» تمتلك مشاعر إنسانية جياشة، ولتتمكن من تلبس الشخصية، خاضت عمليات بحث طويله في هذا الموضوع.

وقالت: تطلب ذلك مني القيام بعمليات بحث طويلة والاطلاع على شهادات لأمهات عربيات وأجنبيات عشن حالة الفقد نفسها نتيجة الحرب، وفي تونس لدينا الكثيرات منهن، وقد حالفني الحظ بأن التقي 3 منهن، لأختبر طبيعة مشاعرهن، فضلاً عن ذلك لعب الجانب الخيالي دوراً في ذلك، حيث حاولت وضع نفسي في مكان الأم وأن أختبر مشاعرها المختلطة بين الغضب والحزن والمسؤولية حيال ما يجري.

لطيف

وصفت هند صبري المخرج رضا الباهي بـ«اللطيف جداً». وقالت: هو مخرج هادئ ولديه تجارب كثيرة في رصيده، وبالتالي فهو يعرف ما الذي يريده، في حين أكدت أن عودتها إلى السينما التونسية يشكل «حالة فرح لها»، مشيرة إلى أن ذلك أتاح لها الفرصة للعمل مجدداً مع الذين عملت معهم سابقاً سواء خلف الكاميرا أو أمامها.

Email