فاز بجائزتي غولدن غلوب ومرشح لـ9 جوائز أوسكار

«بيردمان».. أجنحة تصارع في سماء النجومية

بطل الفيلم يسعى للتخلص من ماضيه ويسعى لتقديم شيء للفن بعيداً عن أروقة هوليوود-البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بقالب من الكوميديا السوداء فضل المخرج المكسيكي اليخاندرو غونزاليس اينياريتو، أن يضع أحداث فيلمه «بيردمان»، (الرجل الطائر)، الذي يبدأ عرضه في دور السينما المحلية في 29 الجاري، ليقدم لنا من خلالها رؤية لطبيعة الأحوال، التي يصل إليها ممثلو السينما، بعد كبر سنهم وصراعهم مع النجومية، ويصف لنا التجاهل الذي يتعرضون إليه، ليتحول الممثل أو النجم إلى باحث عن أي دور له يبقيه على الساحة.

كما حدث مع ريغان تومسون (الممثل مايكل كيتون)، الذي يعيش طوال أحداث الفيلم صراعاً مع ماضيه الخارق، وقد تقدم به العمر، فتومسون في هذا الفيلم «بطل خارق»، يسعى للتخلص من ماضيه والاستقرار على خشبة المسرح في محاولة منه، لتقديم شيء للفن بعيداً عن أروقة هوليوود، ليواجه صراعاً آخر يتمثل في تطلعه لإخراج وأداء بطولة مسرحية مقتبسة عن قصة قصيرة للكاتب والشاعر الأميركي ريموند كارفر تحمل عنوان «ما الذي نتكلم به حين نتكلم عن الحب؟».

صراع خارق

المتابع لأحداث الفيلم الذي تمكن من الترشح لتسع جوائز أوسكار، ومن قبلها اقتنص جائزتي غولدن غلوب، وغيرها من الجوائز وآخرها جائزة نقابة المنتجين، يشعر أنه أمام فيلم يمزج المسرح والسينما في آن، فمن جهة يبين لنا المصير الذي اعتادت هوليوود أن ترتبه للممثلين فيها، حيث النجومية وأفولها، ومن جهة أخرى، يبين لنا كيف يظل المسرح المنبع الأول للفنون، وبين هوليوود والمسرح، يعيش المتفرج صراع ريغان نفسه مع الشخصية الخارقة، التي ترفض مفارقته، لنشعر أنفسنا أحياناً أننا أمام مشاهد واقعية وأخرى خيالية، ليظل الفاصل بينهما بسيط جداً، إلا أن المفارقة في هذا الفيلم تكمن في شخصية مايكل كيتون نفسه، الذي سبق له أن جسد على أرض الواقع شخصية «باتمان» مرتين، ورفض الظهور في جزء ثالث من السلسلة، والأمر كذلك مع شخصية ريغان تومسون، الذي لعب شخصية «بيردمان» في ثلاثة أفلام، ورفض الظهور في الرابع، ليعود مجدداً إلى خشبة المسرح التي يحاول أن ينهي حياته عليها، أملاً منه بالتخلص من ماضية الخارق، من دون أن ينجح في النهاية بمفارقة البطل الخارق الذي كانه، في فصامية لها أن تتصاعد وتحضر بقوة حين تتزايد العقبات أمامه، ليضعنا المخرج اليخاندور عبر مشاهد المسرح في الحد الفاصل بين الكوميديا والتراجيديا.

حياة أخرى

خلل الأحداث نتعرف إلى ابنة ريغان «سام ستون»، التي تعمل معه بعد أن عولجت من الإدمان. وسرعان ما تقع في حب مايك «إدوارد نورتون»، الذي سيكون كائناً مسرحياً يعيش ويتنفس على الخشبة، حقيقياً يضج بالحياة حين يمثّل، مزيفاً وبارداً حين يحيا، كأن لا يقبل إلا أن يثمل بمشروب كحولي حقيقي وهو يمثل، وحين يجري استبدال «الجن» بالماء، يصرخ مطالباً به، غير آبه بخروجه عن النص.

هكذا، سيمضي ريغان تومسون شبه عار في شوارع نيويورك حين تضطره حادثة انغلاق الباب الخلفي للمسرح من دونه، على الالتفاف حول مبنى المسرح ليدخل من البوابة الرئيسة، وليمضي في طريق طويل، حيث سيقوم الناس بالتقاط الصور له ومعه، وليحقق من خلال ذلك نصف مليون تغريدة على «تويتر»، هو الذي لا يعرف شيئاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، وكل ما يسعى إليه تقديم مسرحية لأقل من ألف شخص يشاهدون العرض ويمضون إلى أقرب حانة بعد انتهائه، كما ستقول له ابنته.

50 مليون دولار

50 مليون دولار هو إجمالي الإيرادات، التي حققها فيلم «بيردمان» على شباك التذاكر العالمي، علماً بأن ميزانيته لم تزد على 18 مليون دولار، وكان هذا الفيلم قد افتتح الدورة الـ71 لمهرجان فينيسيا السينمائي، ودخل منافسات المسابقة الرسمية للحصول على جائزة الأسد الذهبي، وقوبل باستحسان كبير لدى النقاد.

Email