تقمصت شخصية المذيعة الجادة على قناة دبي

بحث يقود فاطمة البناي إلى كرسي الأخبار

فاطمة البناي في إحدى اطلالاتها على شاشة قناة دبي تصوير- عبد الحنان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم نكن نعرف أن خلف ملامحها البريئة وابتسامتها الرقيقة وشخصيتها الاجتماعية المتواضعة، هيبة وحضوراً رزيناً، إلا حين ظهرت على قناة دبي لتقدم نشرة أخبار الإمارات، حيث إن تقمصها لشخصية مذيعة الأخبار الجادة كاد يجعلنا نشك في أن من نراها ونعرفها هي فاطمة البناي، فما كان منا إلا أن تواصلنا معها لتؤكد لنا بأن بحثاً جامعياً قادها إلى كرسي الأخبار.

اللقاء الأول

كان أول لقاء لنا مع فاطمة البناي، قبل نحو 7 سنوات، وكانت حينها لا تزال طالبة نشيطة بكلية الإعلام في جامعة زايد، لا تتردد بالمشاركة في الأعمال التطوعية والأنشطة التي تسهم في تطوير مهاراتها وصقل خبراتها، كما أن أبرز ما كان يميزها حضورها وتفاعلها مع كل المحافل والمؤتمرات والفعاليات التي تقام على أرض الدولة..

وما أزال أذكر سؤالي لها ذات مرة عن طموحها، حيث قالت: "التفوق على نفسي في كل عمل أقوم به"، وبالفعل مرت الأيام وأثبتت البناي بأنها استثنائية وتعني ما تقول، فعلى الرغم من شخصيتها الخجولة ووجهها الطفولي إلا إنها استطاعت أن تلعب دور مقدمة الأخبار في سن مبكرة.

سيرة ذاتية

في هذا الإطار قالت فاطمة البناي: كنت حريصة خلال مرحلة الدراسة الجامعية على إثراء سيرتي الذاتية بالأعمال التطوعية التي كانت تتيح لي الاحتكاك بصناع القرار والتواصل مع المسؤولين والإعلاميين وكافة شرائح المجتمع، فضلاً عن الممارسة العملية لمهنة العلاقات العامة والتدرب على التحرير الصحفي وكتابة الأخبار وتنظيم المعارض وتقديم المؤتمرات، فضلاً عن فهم بروتوكولات التعامل مع الشخصيات الهامة من الألف إلى الياء.

بحث جامعي

وتابعت: طُلب منا ذات مرة في الجامعة عمل تقرير عن نجوم الإعلام الإماراتي، وحينها توجهت إلى مركز الأخبار لعمل تقرير عن نشرة أخبار الإمارات، وحالفني الحظ بأن تلقيت عرضاً للعمل مراسلة لنشرة أخبار الإمارات في قناة دبي، وقبلت على الفور لأنني كنت أتمنى أن أبرز فعاليات وأنشطة الإمارات الشمالية وأبهر الجميع بأفكاري، ولم أكن أتوقع بأن هذه الفرصة ستقودني لاحقاً إلى كرسي الأخبار.

كرسي الأخبار

وحول تقبل عائلتها للعمل في التلفزيون، أوضحت البناي أنها كانت تضطر لاصطحاب أحد أشقائها عند الذهاب إلى التصوير، حتى تشعرهم بالاطمئنان، وقالت: العمل والدراسة في آن واحد والحرص على التميز في المجالين، أمر شاق للغاية، ولكن تنظيمي الصحيح للوقت صب في مصلحة مستقبلي، كما أن دعم زوجي رفع معنوياتي كثيراً، حيث كنت أطمح إلى الجلوس على كرسي تقديم الأخبار، وتحقق الحلم عندما منحتني قناة دبي الفرصة لأكون مذيعة أخبار.

لا للاستعراض

وبسؤال البناي عما إذا كانت تجد نفسها في تقديم الأخبار وهي الشابة التي يؤهلها شكلها أكثر لتقديم برامج المنوعات والبرامج الشبابية، قالت: النجاح في برامج المنوعات يعتمد غالباً على الشكل والمظهر وأنا لا أحب استعراض النفس، أما تقديم الأخبار فيعتمد استعراض المهارات والرزانة والثقافة والتحكم بنبرة الصوت ومخارج الحروف، فضلاً عن أنني لم أتخيل نفسي يوماً ما إلا مذيعة أخبار محلية أو عالمية أو مقدمة برنامج "توك شو" يستضيف صناع القرار لبحث قضايا تهم المواطنين.

رغبة

وأضافت: أحب تقديم الأخبار كثيراً ولا سيما السياسية منها، وأشعر بفرح عارم وفخر كبير عندما أقرأ خبراً عن تصدر الإمارات في مجال من المجالات أو إطلاق دبي لإنجاز تاريخي عظيم، وهذا ينعكس على ملامحي، حيث تتولد لدي رغبة بأن أخرج عن النص وأقول "الله عليكي يا بلادي".

تشجيع

شددت المذيعة فاطمة البناي على ضرورة تشجيع الكفاءات الوطنية والثقة بقدراتها للارتقاء بالإعلام الإماراتي، وقالت: يجب الاهتمام بالمواهب الشابة وإتاحة الفرصة أمامها للتدرب حتى لو كانت لا تزال على مقاعد الدراسة في الجامعات، كما أن على القنوات الحكومية تحفيز كل شاب يمتلك مؤهلات الظهور على الشاشة، والاستفادة من طاقاتهم في سبيل تطوير مستوى البرامج، لأنهم الثروة الحقيقية والباقية لإعلام الدولة.

Email