الرقابة السينمائية في قفص الاتهام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تذهب للترفيه، وتقصد صالة السينما لتستمتع بساعتين من عرض مميز، لتفاجئك الشاشة الكبيرة بمشاهد لم تكن تتوقعها، وجرأة تزيد على حد المعقول والمقبول، فتشعر في لحظة ما بالضيق، فهناك - بلا شك- أمر خاطئ.

وأن تتباين الانفعالات حول أحد الأفلام المصنفة لفئة 18+، وتنتابك- كما الجمهور- ردود أفعال متناقضة، تبدأ بالدهشة وتنتهي بالاستنكار، فهذا يعني أن هناك- بلا شك- خطأ ما.

وفي الأسبوعين الماضيين، كانت جرعة الاستنكار كبيرة إلى حد ما، فما عرضته صالات السينما في الدولة اتسم بالجرأة، فبين فيلم جريء تبدأ أحداثه في نادٍ ليلي، وتظهر فيه البطلة شبه عارية، وتؤدي رقصات تخدش الحياء وتسبب الحرج للمشاهدين، وآخر يربط بين العنف واستخدام السلاح واللغة العربية، وهو ما ظهر في فيلم "Guns 2" "مسدسين"، تجد المشاهد العربي - تحديداً- ينظر في وجوه من حوله ليدرس ردود أفعالهم، ومدى تقبلهم لما يشاهدون، ربما بحثاً عن إجابات لتساؤلاته، حول ما إذا كان المحتوى المعروض عادياً ومقبولاً.

أسئلة كثيرة راودت المشاهدين بعد خروجهم من صالة السينما، وحوارات تلقائية التقطت "البيان" أطرافها، أغلبها يصب في خانة الجرأة الكبيرة التي طغت على مشاهد فيلم "Were the MILLERS " نحن عائلة ميلر"، ورغم تميزه ككوميديا وقصة، ورغم الضحك المتواصل منذ بدايته وحتى نهايته، إلا أن الكثيرين رأوا فيه جرأة لم يعهدوها من قبل، وانتابتهم مشاعر لم يختبروها سابقاً، وتساءلوا عما إذا كان الفيلم قد مر على الرقابة، أو لم يمر.

إجراءات إدارية وفنية

"البيان" وجهت" هذا السؤال إلى جمعة عبيد الليم، مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي بالمجلس الوطني للإعلام في دبي، والذي أكد أن عملية الرقابة السينمائية تمر بخطوات متسلسلة ودقيقة، وتخضع لإجراءات إدارية وفنية، إذ يسعى صاحب العلاقة لأخذ ترخيص لمزاولة نشاط استيراد الأفلام السينمائية أو توزيعها، أو دبلجتها حسب المجال الذي يعمل فيه، وبعد حصوله على ترخيص إعلامي يتبعه ترخيص تجاري، وعقد بينه وبين الشركة المنتجة للفيلم بحيث يكون الموزع في الدولة وفق عقد قانوني يمنحه حقوق الملكية الفكرية من وزارة الاقتصاد، التي تتواصل بالتالي مع إدارة متابعة المحتوى الإعلامي بالمجلس الوطني للإعلام، وتكون لجنة الرقابة في ذلك الوقت قد قامت بدورها في البحث عن تفاصيل الفيلم، وتخرج لمشاهدته في دور السينما قبل عرضه وإتاحته للجمهور، ويضع أعضاء اللجنة آراءهم والتصنيف العمري للفيلم، مستعينين بخبراتهم في مجال معاينة المحتوى الإعلامي، بالإضافة إلى خبراتهم في القرارات المتعلقة بما يسمح بعرضه والعكس.

وأكد الليم أن كل الأفلام التي تعرضها دور السينما في الدولة تخضع للرقابة قبل العرض، وللمتابعة بعد العرض، مشيراً إلى ان كل شكوى تؤخذ بعين الاعتبار، وقال: إن وصلتنا أي شكوى نتحرك على ضوئها، ولكننا لا نتسرع في التعامل مع أي مادة معروضة، إذ نراعي اختلاف الجمهور والأفكار والمستويات الثقافية والجنسيات والتنوع الثقافي، ونتخذ قراراً واعياً نتصرف على أساسه.

مبادئ الرقابة

وعن جرأة مشاهد الرقص في فيلم" نحن عائلة ميلر" والذي يعد مثيراً إلى حد كبير قال: أفلام كثيرة تحتوي على مشاهد الرقص ولكن درجات الإثارة تختلف من فيلم لآخر، والرقيب لا ينظر بعينه فقط، بل بعين المجتمع ككل، ويأخذ في اعتباره عدة مبادئ أهمها العادات والتقاليد والمجتمع والقوانين الخاصة بالرقابة على المحتوى الإعلامي.

وأكد الليم أن أعضاء لجنة الرقابة حريصون على المجتمع، ويمتلكون الخبرة فيما يتعلق بالجوانب الخادشة للحياء، وقال: دائماً ما تكون انطباعات الجمهور إيجابية حول المواد المعروضة، ولم نحصل على أي ملاحظات سلبية رغم تواصلنا الدائم مع الجمهور، كما أن مكاتبنا موزعة في تسع مناطق في الدولة، ونأخذ أي ملاحظة بعين الاعتبار ونتعامل معها بجدية.

 

محتوى مخالف

عن كيفية التعامل مع المادة المخالفة للرقابة، أكد جمعة الليم أنه بعد التأكد من صحة الشكوى وعدم ملاءمة المحتوى للمعايير الرقابية، يتم التواصل مع صاحب الملكية بضرورة عمل مونتاج للمشاهد المقصودة، وفي حال لم يلتزم، يتم إيقاف عرض المادة.

Email