" تحدث الموسيقى، حاليا، ثورة طبية هائلة". هذا ما تؤكده أستاذة التربية الموسيقية والمعالجة بالموسيقى، الدكتورة غادة عبد الرحيم، صاحبة أول جمعية علاج بالموسيقى في الوطن العربي، في حوارها مع "البيان"، مشيرة إلى لومها وإدانتها المسؤولين المصريين، المعنيين، في الوقت نفسه، لعدم الاهتمام بهذا العلم. كما تشرح الدكتورة غادة في حديثها، كيف أن الموسيقى ليست للترفيه فقط، إنما تؤثر في نفسية البشر وكذا في هرمونات المخ.

ما الذي جعلك تختارين فكرة "العلاج بالموسيقى" موضوعا لرسالة الماجستير التي نلتها، ومن ثم التعمق في مجال الموسيقى ودورها العلاجي الطبي؟

تخرجت في كليه التربية النوعية- قسم تربية موسيقية-، وعينت كأستاذ في الجامعة بعد التخرج، وكانت الكلية قد افتتحت قسما علميا جديدا أسمته (علم نفس التربية الموسيقية)، وكان من الضروري الالتحاق به لدراسة علم النفس. وكان طموحي، حينها، أن أكون عازفة. ولكن بعد تعمقي في الحقل، أدركت أن للموسيقى وظائف وأهدافا أرقى بكثير من أن تكون مجرد وسيلة ترفيهية؛ لأنها تستخدم كعلاج لبعض الأمراض. واكتشفت أن العلاج بالموسيقى قائم منذ الحرب العالمية الثانية. وهنا فضلت أن أحصل على أقصى التخصصات في هذا العلم : "العلاج بالموسيقى"..وأقول للناس، إن الموسيقى ليست للترفيه فقط، بل لها تأثير كبير على النفس البشرية وهرمونات المخ.

البدايات

أين مارست دورك كمعالجة بالموسيقى للمرة الأولى؟

مارست دوري كمعالجة بالموسيقى، فعليا، في البداية، ضمن "مستشفى الدكتور عادل صادق"، حيث أنشأنا قسما للعلاج بالموسيقى. ثم في الكثير من المستشفيات والمراكز غيره.

حالات ونغمات

ما معنى مصطلح "العلاج بالموسيقى"؟

أولا يجب أن نفرق بين الموسيقى والغناء، فالموسيقى التي تستخدم في العلاج هي الموسيقى التي لا يصاحبها كلمات، أما الموسيقى التي تصاحبها كلمات فلها شأن آخر، ونقوم نحن كمعالجين بالموسيقى، بكتابة (روشتة موسيقية علاجية) لكل مريض حسب حالته وبيئته، ولا يستجيب كل مريض لنوع واحد من الموسيقى كعلاج. إن الموسيقى كالدواء، وعلى المعالج أن يفحص مريضه ويعرف حالته الاجتماعية والثقافية .

أسس علمية

ما الآليات والاعتبارات التي يجب أن يمتلكها ويتقيد بها المعالج بالموسيقى؟

يجدر أن يكون المعالج بالموسيقى ملما إلماما تاما بعلوم الموسيقى وعلم النفس معا، أما روشتة العلاج فيكتبها المعالج للمريض حسب بيئته، وليس حسب نوعه.

علاج ضغط الدم

هل يمكن أن تتحول الموسيقى من علاج تكميلي الى أساسي ووحيد، بالنسبة للعديد من الأمراض؟

نعم، بلا شك، فالدكتورة نبيلة ميخائيل، رائدة العلاج بالموسيقى عالجت ضغط الدم، وهو مرض عضوي، عن طريق الموسيقى فقط، من دون أن يتناول المرضى دواءً واحدا أو عقارا، وبالتالي يمكننا التوصل الى العديد من المساقات في هذه الثورات العلاجية بالموسيقى، ولكن حتى الوقت الحالي، لا يمكن استخدام الموسيقى كعلاج أساسي.ولكي تتحول الموسيقى إلى علاج أساسي فنحن إذن في حاجة إلى اهتمام الدولة بهذا العلم، وأنا في هذا الصدد، أود التنبيه الى تقصير الجهات المعنية في مصر في هذا الشأن.

 

آفاق وآمال

 

ترى الدكتورة غادة عبد الرحيم أن هناك إمكانية لاستخدام الموسيقى كعلاج مكمل لحالات الإدمان والمرضى النفسيين، وحالات الاكتئاب وضغط الدم ومرضى السرطان؛ لأنها تقلل من وطأة الألم، وفي أمراض كثيرة مشابهة كالحد من النشاط الزائد للأطفال والسلوك العدواني لهم، وهي تؤثر بشكل مباشر على ذكاء الطفل وتنميه. وبالفعل عالجنا حالات كثيرة بالموسيقى من تلك المذكورة.