سيناريو لم تقف في وجهه «اللاءات»

«زمان لول».. كوميديا بعبق السبعينات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عمل ذو خصوصية، يحمل عبق التاريخ ورائحة الماضي الجميل، ويسافر بالمشاهد إلى فترة السبعينات، ليكون شاهداً على فترة زمنية تميزت بعلاقات الجيرة والمودة والألفة، إنه «زمان لَول» رائعة الكاتب جمال سالم، الذي نسج حكاية جميلة ضمن إطار إنساني شفاف، بقالب كوميدي راقٍ ومحبب.

سيناريو لم تقف في وجهه «اللاءات»، ولم يقوَ على رفضه فنان أو مخرج، لأنه ببساطة متميز ومكتوب بحرفية، وها هو يتحول إلى مسلسل، وينهي آخر مشاهده اليوم.

أسماء مهمة عملت بجد في سبيل تقديم عمل متميز، فإلى جانب قلم جمال سالم، يخرجه بطال سليمان، ويلعب بطولته غانم السليطي وسميرة أحمد وأحمد الجسمي وسعيد سالم ومروان عبدالله وإبراهيم سالم وآلاء شاكر ونيفين ماضي وخلف الأحبابي ويوسف بوهلول ونصر حماد، وسيكون عرضه في رمضان لصالح قناة «أبوظبي».

وفي جولة حول تفاصيل العمل وأجواء تصويره، التقطت «البيان» أهم ما يميزه، وتحدث صناعه عنه في ما يلي:

كوميديا الموقف

عبر بطل المسلسل الفنان غانم السليطي عن سعادته بمشاركته في العمل، مشيراً إلى أنه تعامل معه بكثير من الشجن، وعاش قصة حب مع كل تفاصيله، ومؤكداً أنه استمتع وفريق العمل بأجواء التصوير التي كانت ممتعة إلى حد كبير.

وتحدث عن دوره قائلاً: أجسد دور «غانم» وهو شخص شعبي يعيش حكاية جميلة في زمن جميل.

وأكد السليطي أن كوميديا الموقف في «زمان لول» تمتزج مع الديكور والعادات في فترة السبعينات، لتقدم حكاية متنامية تدور في الحي الشعبي في الإمارات، مشيراً إلى أن المسلسل يعتمد في التمثيل على أداء الشخصيات الشعبية والأداء التلقائي لها، وما ينتج عن ذلك من كوميديا جميلة ومحببة.

وذكر السليطي أن المسلسل أخذ حقه كاملاً من الناحية الإنتاجية التي كانت على أعلى مستوى، وعن توقعاته لنجاح العمل أجاب بذكاء: بذلنا أقصى جهودنا، وسادت بيننا أجواء الألفة والمودة التي انعكست على العمل بشكل إيجابي، لكننا لم نوقع عقداً مع النجاح، فهذا الأمر يحدده الجمهور.

جمال وبساطة

يؤدي الفنان سعيد سالم دور «ظاعن» في «زمان لول»، وعنه قال: هو رجل من عامة الناس وجار لجميع الشخصيات، ما يجعله يعايش الأحداث اليومية التي تطرأ على الفريج.

وذكر الفنان أن المسلسل يسلط الضوء على أحد أحياء أبوظبي في فترة أواخر الستينات وأوائل السبعينات، ويعرض علاقات الجيرة والمودة، وهو ما يحتاج أبناؤنا لمشاهدته، والمسلسل عبارة عن مجموعة قصص وحكايات، ترتبط فيه كل شخصية مع الأخرى بطريقة سلسة وجميلة.

وأكد سعيد سالم أنه استمتع بأجواء تصوير المسلسل، وقال: عشنا تلك الفترة بكل ما فيها من جمال وبساطة، وانعكست سعادتنا بأجواء التصوير على جودة العمل، ما جعل الأداء متميزاً وهو ما سيشعر به المشاهد تلقائياً.

حرفية ودقة

تعامل المخرج بطال سليمان مع النص بكل حرفية ودقة، مشيراً إلى أن الأمر استدعى منه قراءة كاملة للمرحلة التي يرصدها المسلسل، وقال: نرصد في العمل فترة السبعينات، ودورنا أن ننقلها بكل معانيها وحالاتها الاجتماعية والإنسانية للمشاهد، وهذا احتاج مني عملية بحث واسعة، والعودة لمصادر متنوعة للحصول على أدق التفاصيل.

وأشار المخرج إلى أن الكاتب قدم مادة جميلة جداً ترصد مرحلة معينة تتعلق بنقلة في حياة الناس وانتقالهم من الأعشاش «الصنادق» التي كانوا يسكنون فيها ذلك الوقت، إلى المباني الشعبية المصنوعة من الإسمنت، وقال: من خلال هذه البيوت نتعرف إلى الشرائح الاجتماعية وبساطة الناس وطبيعة العلاقات، وهي حالة جميلة لم ترصدها عيون الدراما من قبل.

وعن صعوبات العمل قال: الصعوبة الكبرى تمثلت في صنع بيئة كاملة من الخشب داخل الاستوديو، وهذه يجب أن تكون متقنة لتقنع المشاهد، كما أن التعامل مع أربع كاميرات في مشاهد كثيرة أمر يحتاج إلى دقة وتركيز كبيرين.

وأشار فادي الحبار، مدير إنتاج «زمان لول»، إلى أن العمل أخذ حقه كاملاً من حيث الإنتاج وقال: بدأنا التحضيرات قبل التصوير بفترة لنضمن الحصول على كل ما يساعد على نجاح العمل، وحصلنا على الإكسسوارات القديمة من فرش البيوت والتلفزيونات القديمة والساعات والأحذية من إيران، كما حصلنا أيضاً على علب البيبسي القديمة من إيران وقطر، وهذا الاهتمام بالتفاصيل أعطى العمل مصداقية أكبر.

أكد محمد حسين، مدير إدارة شركة «جرناس» للإنتاج الفني أن «زمان لول» عمل كوميدي من الدرجة الأولى، وقال: تكمن براعة هذا العمل في قدرته على نقل المشاهد تلقائياً إلى تلك السبعينات من خلال الديكورات المصممة بحرفية، والتي أبدع فيها مهندس الديكور محمد الغص، فقد صمم أكثر من ديكور داخل الاستوديو.

وأشار حسين إلى أن المسلسل يضم أسماء أبطال لهم ثقلهم في الدراما، ووجودهم في عمل من إبداع جمال سالم يضيف قوة مضاعفة إليه.

 

إبداع مستفز

رغم اعتراف المخرج بطال سليمان بأنه صعب المزاج، إلا أن نص «زمان لول» لم يمنحه فرصة للتفكير، إذ وافق على إخراجه بمجرد قراءة أول خمس صفحات منه، وقال المخرج: أقف كثيراً عند النصوص، ما يجعلني أُخرج نصاً واحداً تقريباً في السنة، ولكن نص جمال سالم استفزني، ووجدت نفسي أتصل به في منتصف الليل، معبراً عن رغبتي في إخراج العمل .

 

حرفية كاتب

أكد الفنان غانم السليطي، أن فكرة نص «زمان لول» ولدت قبل أربع سنوات، حين اجتمع مع الكاتب المبدع جمال سالم، وتناقشا معاً حول فكرة الشخصية، وذكر السليطي أنه عبر لسالم عن رغبته في تقديم ثنائي متميز في التمثيل مع الفنانة سميرة أحمد، وهو ما فاجأه فيه الكاتب .

Email