الدماغ ينسّق تغريد الطيور

طائر الحسون يظفر بتمثيل خوارزمي يوثق آلية تغريده من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما يغرد الطائر، تتأهب بضع خلايا عصبية في دماغه لإطلاق اللحن التالي، بينما تتزامن خلايا أخرى مع النغمات المتناثرة في الأرجاء. وهو تنسيق أساسي لردود الأفعال الفيزيائية وأنشطة الدماغ لإنتاج حركات معقدة. هذا ما كشفه بحث حديث أجرته جامعة «شيكاغو» الأميركية.

وكشف فريق الباحثين وللمرة الأولى، مدى قدرة دماغ الطائر على التحكم بالأداء الذي يتطلب مهارة خاصة. وقد تسهم هذه النتيجة في إيجاد طرق جديدة لفهم آلية الخطاب البشري.

وبحسب صحيفة «ساينس ديلي»، فقد بنى الباحثون دراسة طيور الحسون المخططة على طريقة تغريدها، حيث تم إسماعها هذا التغريد أثناء النوم، وبالمقابل تم تسجيل أنشطة خلايا معينة في الدماغ عبر أسلاك بالغة الدقة، متصلة بأدمغة الطيور. وصنع الفريق نموذجاً خوارزمياً لآليات حركة «المصفار»، وهو عضو صوتي في الطيور. واستغلت النتائج في تعقب الروابط بين استجابات الدماغ، والأفعال المادية الضرورية لإصدار لحن ما.

وكشف الفريق كيف أن الأنشطة في مستويات عالية من الدماغ، تتبع وظائف أساسية، متفادين بذلك أخطاءً سابقة تمثلت في نظرية جادلت بأن هناك ساعة في الدماغ تتحكم بهذه الحركات المعقدة، وتعمل بمعزل عن الأغنية أو اللحن. إلا أن الفريق أكد أن التوقيت الدقيق بين انطلاق الخلايا العصبية وفعل الغناء مرتبطان معاً بصورة وثيقة. وأوضح أستاذ مشارك في الدراسة قائلاً: «من المذهل كيف يتم تحويل مثل هذه الوحدات الصغيرة من الحركات إلى رموز، وعلى وجه الدقة، في مستوى مقدمة الدماغ».

ولفتت الدراسة أنظارنا إلى مجال جديد، وهو كيفية تمثيل العمليات الفيزيائية لإصدار الإشارات الصوتية في الدماغ، للتحكم بالغناء. ومن خلال فك شيفرة التمثيل العصبي للتواصل بين الطيور، قد يتمكن البحث من إثراء مجال دراسة مشكلات النطق، مثل التأتأة في الكلام أو فقدان القدرة على الكلام بطلاقة لدى البشر، كما يحدث إثر الإصابة بسكتة دماغية.

الطيور أيضاً

إن تنسيق ردود الفعل يلعب دوراً أساسياً في تنسيق كلام البشر، وكذلك الأداء الماهر للاعبين الرياضيين والموسيقيين. وقد تمكن الباحثون الأميركيون، وللمرة الأولى، من إيجاد وصف خوارزمي يطابق أنشطة الدماغ للأداء عالي المستوى في لحن الطيور المغردة.

 

 

Email