يتم تصويره في دبي ويتناول مجموعة من السلوكيات والتجاوزات

«سالفة عمران» كوميديا مواقف تعكس واقع المجتمعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت الدراما العربية والخليجية في السنوات الأخيرة أكثر تأثراً بما يحدث على أرض الواقع، وهو ما يمكننا لمسه، من خلال طبيعة الحوارات والحبكات الدرامية التي تتناولها عديد الأعمال الدرامية خاصة الكوميدية، ومنها مسلسل "سالفة عمران"، الذي تجري عمليات تصويره حالياً في أماكن مختلفة من دبي.

والذي يمثل بشكله العام انعكاساً لأرض الواقع ليبدو في معالجته للنص والأحداث شبيهاً لطريقة سلسلة مرايا المشهورة مع الاختلاف انه نص متكامل ومتسلسل وليس لوحات منفصلة.

قضايا اجتماعية

المسلسل الجديد والمكون من 30 حلقة يعالج في نصوصه مجموعة من القضايا الاجتماعية والسلوكيات والتجاوزات التي يمكن أن تقع في أي مجتمع سواء عربي أو خليجي، حيث يناقش العمل بأسلوب كوميدي فنتازي مواضيع التقاعد والتمسك بالكرسي وكذلك الفساد الاجتماعي والإداري وما يرتبط بهما، ويتطرق إلى ذلك من خلال عديد المشاهد ومنها محاكمة "عمران" في الحلم، وكذلك النهاية غير المتوقعة لمحبي الكراسي ومن لا يريدون مفارقته والذي يكون واضحاً في مشهد موت المدير "بوضاحي" بعد إبلاغه بإحالته إلى التقاعد ما يؤدي إلى التصاقه بالكرسي، وتفشل كافة المحاولات لفصلهما، الأمر الذي يؤدي إلى دفنهما معاً.

وبشكل عام يعكس "سالفة عمران" العديد من المحاور الواقعية التي صيغت بأسلوب مشوق، ولذلك فهو يتنتقل بالجمهور إلى عدداً من المواقع الخارجية والداخلية التي تحمل بين طياتها مشاهد بصرية جميلة جداً.

كوكيديا الموقف

"البيان" زارت موقع التصوير، والتقت فيه بطل العمل الممثل غازي حسين، والذي قال: هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها كوميديا الموقف، فقد سبق وأن قدمتها في أعمال كثيرة، ولكن المميز في هذا العمل هو أن شخصيتي فيه كوميدية بحته وتختلف كلياً عن بقية الأدوار التي تعودت تقديمها في أعمالي والتي عادة ما تدور في فلك الشخصيات الشريرة والقوية كما تعود عليها الجمهور".

وأضاف: "أتمنى أن يحدث "سالفة عمران" فرقاً في مسيرتي الفنية، فالعمل يعتمد على كوميديا الموقف وليس الارتجال، وكافة المواقف فيه نابعة مما يحدث على أرض الواقع، ولذلك أرجو أن ينال العمل استحسان الجميع".

سنوات الطفولة

من جهته قال الممثل الإماراتي منصور الفيلي: "أجسد في هذا العمل شخصية راشد، الذي تربطه علاقة صداقه قوية مع عمران، تعود في جذورها إلى سنوات الطفولة، وتواصلت بعملهما معاً في مؤسسة واحدة، ويقومان باستغلال وظيفتهما بطريقة غير شرعية".

وتابع: "سيلاحظ الجمهور أن لكل من راشد وعمران شخصيته الخاصة رغم صداقتهما وهما عكس بعضهما البعض فمثلاً شخصية راشد قوية داخل البيت ولكنها ضعيفة خارجه وتحديداً أمام عمران، فيما تبدو شخصية عمران ضعيفه في بيته ولكنها قوية ومؤثرة خارجه".

مسحة كوميدية

القارئ لنص سالفة عمران يشعر للوهلة الاولى احتواءه على مسحة من سلسلة مرايا للممثل السوري يوسف العظمة، وهو مبني على المواقف الكوميدية وليس التهريج، ليبدو بذلك سالفة عمران أنه الأول في الخليج، الذي يعتمد هذا الخط الكوميدي.

وعن ذلك قال مخرج العمل مأمون البني والذي والذي سبق له تقديم مجموعة من المسلسلات الكوميدية أبرزها سلسلة مرايا وغشمشم: "هذا العمل يحمل بداخله العديد من المضامين المهمة، فعندما بدأت بقراءة النص وجدت فيه استكمالاً لمشروع الأعمال الكوميديا التي أقوم بها، والذي يحمل مضامين فلسفية، وفنتازيا كوميدية فكرية، والتي اعتبرها موجودة بقوة في هذا المسلسل".

 وتابع: "قد تبدو هذه الفلسفة غير واضحة المعالم في بدايات "سالفة عمران"، إلا أن المشاهد سيفهم النص ومضامينه مع توالي حلقات العمل الذي يقوم بشكل رئيسي على صراع الكراسي الموجود في أي مجتمع، والعمل بعمومه يتحدث عن الفساد الإداري والاجتماعي، ويبين أن الكرسي قد يتحول في لحظة ما إلى أهم من أي شيء آخر في الدنيا".

Email