وقف وراء فيروز وأصالة وأنغام

خليل غادري: العازف سيد الظل لا يعرفه أحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

له أصابع ذهبية تعزف على القانون بكل خفة ورشاقة، وحين تستمع إلى عزفه تنتقل إلى عالم من الأحلام، تحب أن تستمع إليه وترغب بأحلامه مرات عديدة، قد لا يعرف اسمه الكثيرون في الوطن العربي، ولكن هناك الكثير ممن يستمعون إلى ألحانه، فهو عاشق للقانون والناي، وكثيرا ما وقف وراء فنانين معروفين في الوطن العربي كفيروز وأصالة نصري وأنغام، ليتألق بألحان أغنياتهن.

حين التقينا الفنان السوري خليل غادري، في فعالية صباح الخير التي تقيمها مدينة دبي للإعلام لشركائها شهرياً، استطاع أن يلفت نظر الجميع، خاصة أولئك الذين لا يتقنون العربية، وأن ينصتوا لألحانه باهتمام بالغ.

في لقائنا معه تطرق غادري إلى بداياته في الموسيقى التي تربى عليها، وتعلمها منذ صغره، حيث تعلق بالقانون من عمر السابعة ليتخرج في المعهد العربي للموسيقى بمدينة حلب السورية عام 1985، وتتلمذ لدراسة العزف على يد علي واعظ وباسل ملاح، كما وتعلم أصول الموسيقى الشرقية على يد نهاد الفرا، مؤسس الجمعية العربية المتحدة للفنون والموسيقى، ولكنه في المقابل يعتبر نفسه مقصرا مع الإعلام، ويرى أن سوق بورصة الغناء متوج بالأحمر، كما أن حق الموسيقيين مهضوم في الوطن العربي، وهو الذي يرفض أن تأتي شهرته من خارج الحدود العربية.

 

اختيار بالصدفة

يقول غادري: «قبل أن أبدأ التعلم على القانون كنت أدرس البيانو، واختياري لآلة العزف كان بالصدفة عندما كنت أنتظر والدتي في المعهد، حينها سمعت صوتا أعجبني كثيراً، حيث كان أحد الأساتذة يشرف على تعليم أحد زملائنا الطلبة، حينها دعاني إلى الجلوس معهم ومن هناك بدأ مشواري مع هذه الآلة».

وتخرج غادري في المعهد في العام 1991، وفي ذات العام أصبح رئيسا لفرقة الجمعية العربية المتحدة للفنون والموسيقى لثلاث سنوات متتالية، ومنذ أربع سنوات قرر غادري أن يبدأ مشواره الموسيقي وحده بعيدا عن الفرق الموسيقية والمطربين، ليبدأ بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام الوثائقية والسينمائية والبرامج التلفزيونية وكذلك للإعلانات المختلفة، ولكن يبدو أنه تفاجأ بما يحدث على الساحة الغنائية، حيث قال: «في وطننا العربي لا يوجد سوق للموسيقيين، لأن المستمع أصبح يربط بين الموسيقى والكلمات، وإذا كانت الموسيقى دون كلمات فالمعظم يلقونها جانباً ولا يستمعون إليها، بدليل أن الموسيقيين العرب المعروفين جاءت شهرتهم من خارج الحدود العربية وليس من بلدانهم الأصلية، وهو خلافا لما يحدث في أوروبا وأميركا»، وأضاف: «عملت مع عدد من الفنانين المعروفين عربيا مثل فيروز وأصالة وأنغام، ووجدت أن المستمع يحكم على العازف من خلال أداء الفنان نفسه، ولذلك يبقى العازف في الظل، ولا أحد يعرفه أو يستمع إليه».

 

الألبوم الأول

تنتشر مقطوعات غادري بين الكثير من المستمعين الذين يبحثون عنه في أروقة الإنترنت، ولكن على أرض الواقع لا يوجد له ألبوم موسيقي، وحول ذلك قال: «هذا صحيح، لم أقدم إلى السوق حتى الآن ألبوما واحدا، وكل ما قدمته عبارة عن مقطوعات مختلفة»، وأشار إلى انه انتهى منذ أربعة شهور من تسجيل ألبومه الأول، ولكنه لم يطرحه في الأسواق حتى الآن رغم أن لديه عرضا من إحدى الشركات الأجنبية التي تدعم السوق الغربي وبعيدة عن السوق العربي. وعن سبب ذلك قال غادري: «أنا لا أبحث عن ربح مادي، لأن طموحي هو تقديم موسيقى تعجب الجميع وحتى اعرف إذا كنت أسير على الطريق الصحيح أم لا، كما سأقوم بطرح الألبوم في السوق عندما أشعر بأن هناك ضرورة لذلك»، كما أضاف، «أنا ضد أن يشتهر الفنان خارج بلده وأن يعود إليها من بوابة العالم، وإذا حدث ذلك فمعناه أن لديه خللا ما عليه أن يتلافاه، خاصة إذا كان الموسيقي يقدم مقطوعات راقية ورائعة».

ويرى غادري بأنه مقصر مع الإعلام، وحول ذلك علق بالقول: «اعترف أنني مقصر مع الإعلام، ولكن ما زلت انتظر اللحظة المناسبة للخروج للصحافة حاملاً بيدي شيئا جديدا وليس لمجرد الاستعراض»، وأضاف: «إذا كنت أنا مقصرا، فالإعلام أيضا مقصر من جهة اهتمامه بالموسيقيين العرب، الذين يعتبرون من المهمين على الساحة الموسيقية»، وهنا تساءل «لماذا لا تسلط الأضواء عليهم، في حين أن معظم الأقلام تتوجه إلى فنانين قدموا أغنيات هابطة؟».

وعن رأيه في الساحة الغنائية علق غادري: «اعتبر الساحة الغنائية مثل البورصة التي تتميز بالصعود والهبوط، وأعتبر أن أسهم البورصة حاليا ملونة بالأحمر فقط ومنذ فترة طويلة» وتابع: «المشكلة أننا نلقي باللوم على الجمهور ونتهمه بأنه يريد ذلك، مع أن الواقع يختلف تماما والجمهور يدرك ما الذي يستمع إليه ويختار الأجود».

Email