على غرار مسلسلات هوليوود يدعونا صناع مسلسل «لحظات حرجة» للدخول إلى أروقة أحد المستشفيات لمعرفة دهاليز هذا العالم الخفي الذي لا يعرف ماهيته إلا القليلون، فهناك أحداث متلاحقة سريعة حيث يدخل مرضى وجرحى بين كل لحظة وأخرى، وهناك أطباء لكل واحد منهم عالمه الخاص.

منذ عامين تقريبا عرض الجزء الأول من المسلسل ولقي نجاحا حين تم عرضه بالعديد من القنوات الفضائية العربية، وأضاف إلى نجاحاته نجاحًا آخر حين تمت ترجمته إلى اللغات التركية والأسبانية والصينية والتايلندية، والآن يعود أبطال العمل مرة أخرى إلى الظهور وكشف تفاصيل أكثر من خلال الجزء الثاني من المسلسل والذي يتم عرضه حاليا على قناة دبي، في الوقت الذي يستكمل أبطاله تصوير أحداث الجزء الثالث من «لحظات حرجة» سيناريو ورشة عمل مكونة من أحمد الناصر وتامر إبراهيم وأحمد حسن، وبطولة هشام سليم، محمود عبدالمغني، أحمد راتب، راندا البحيري، أمير كرارة، سوسن بدر والممثل السوري عمار شلق وإخراج شريف عرفة وأحمد صالح.

أثناء تصوير المسلسل قابلنا بعض صناع العمل.. في البداية، قال المخرج شريف عرفة: إن مسلسل «لحظات حرجة» هو من أولى المسلسلات العربية التي تم تصويرها بالأسلوب السينمائي؛ بمعنى تصويرها بكاميرا واحدة وليس بثلاث كاميرات كما يحدث عادة في الأعمال الدرامية، كما أن مضمون العمل وفكرته مختلفان تماما، فمع كل حلقة هناك قصص وحواديت مختلفة، حيث قمت بالإعداد للمسلسل قبل تصويره قرابة الستة أشهر، فضلا عن أن أحداث المسلسل تتضمن استعراضا للعديد من الحالات المرضية ولهذا كان لا بد من جمع المعلومات المختلفة عن الأمراض والإصابات الناتجة عن الحوادث، بالإضافة إلى أننا قمنا أيضا ببناء ديكور باستوديو جلال وهو قريب إلى حد كبير من هيكل المستشفى الحقيقي بكل تفاصيله من غرف عمليات وغرف المرضى واستراحات الأطباء والاستقبال وبوابة المستشفى والإسعاف والأجهزة والإكسسوارات، وكأننا متواجدون داخل مستشفى حقيقي وليس بلاتوه، وتم تدريب كل أبطال المسلسل على العمل الطبي والتعبيرات والمصطلحات الطبية حتى تكون الرؤية واقعية ولكي يشعر الجمهور بمصداقية.

تقنيات حديثة

وأشار عرفة أن المسلسل تم تصويره بتقنيات حديثة على أعلى مستوى وظهر هذا واضحا من مستوى الصورة المتميز، ولم يبخل الإنتاج في تقديم عمل مصري مشرف بجودة عالية، وكانت النتيجة أنه للمرة الأولى يتم توزيع مسلسل عربي بدول غربية، حيث يتم عرض «لحظات حرجة» في فرنسا وتايلاند ونيروبي ودول غربية أخرى.

ولفت أن الجزء الثالث من المسلسل لم يتطرق إلى أحداث ثورة يناير ويرجع هذا إلى أن العمل يتطرق إلى النواحي الإنسانية بالنفس البشرية، فضلا عن أنه سيتم عرضه ببلدان غربية وعربية كثيرة، وبالتالي لا نريد أن نستعرض مشاكلنا وقضايانا على مستوى العالم لأن هذا ليس الهدف من المسلسل.

 

درة التونسية

في حين أشارت الفنانة التونسية درة إلى أن أهم الأسباب التي جذبتها للمشاركة ضمن فريق عمل المسلسل تيمة الاختلاف التي تميز كل جوانب العمل الفنية والتكنيكية والإخراجية، بالإضافة إلى أن العمل يضم مجموعة كبيرة من الأبطال وهذا بدوره خلق نوعًا من المنافسة الفنية الجميلة التي أثرَّت على كيان العمل ككل.. وقالت: على الرغم من وجود نجوم كثيرين بالعمل إلا أن كل شخصية بالعمل هي كيان مستقل بذاته ولم تؤثر مساحة أي فنان على الآخر على عكس ما يعتقده البعض، فهناك توليفة متميزة جعلتها توافق على الفور.

وتؤكد درة أن أداءها بأي جزء لم يختلف كثيرا عن الجزء الأول، إلا أن الأحداث هي التي تغيرت وخلقت نوعا من الاختلاف، وهذا حتى يشعر الجمهور بالتنوع عند متابعته لأحداث كل جزء، حيث إنها تجسد من خلال المسلسل شخصية الدكتورة «نجوى» والتي تتمتع بروح متفائلة وتهتم بزملائها ويغلب على شخصيتها الجانب العاطفي؛ مما يجعلها أيضا تهتم بمشاعر المرضى وحالتهم النفسية، وطوال أحداث المسلسل تتعرض لأحداث ومواقف كثيرة نتيجة تفاعلها المباشر مع كل من حولها.

 

رسالة إنسانية

من جهتها، أكدت الفنانة حنان مطاوع أن مضمون العمل ينبعث منه أكثر من رسالة وتوجيه، فهناك رسالة إلى المستشفيات لتطوير إمكانياتها باستمرار ولكي تكون مزودة بتقنيات حديثة وتهتم بحياة المرضى، كما أن هناك جانبا إنسانيا آخر لا يقل أهمية وهو العلاقة بين الأطباء والمرضى، وكيف تكون هذه العلاقة سببا رئيسيا في تماثل المريض بسرعة للشفاء ومدى المسؤولية التي تقع على عاتقة حتى لا يفشي أسرار مريضه، فهناك جوانب اختلاف كثيرة تميز «لحظات حرجة» عن غيره من المسلسلات.

 

روح عربية

أما الفنان ياسر جلال، فأكد أن استعداده للدور جاء من خلال توجيهات بعض الأطباء المتخصصين، حيث تعلم كيفية مسك المشرط وكيفية إجراء جراحة وتعلم المصطلحات الطبية مع الاجتهاد التمثيلي ومذاكرة الشخصية، بالإضافة إلى أن الدور يحمل طابعًا خاصا ومميزا يشبه إلى حد كبير الأعمال العالمية ولكنه يحمل بين طياته سمة وروحا عربية، حيث يجسد شخصية الدكتور «سليم» الذي يشهد له كل العاملين بالمستشفى بالتميز والتفوق، ولكنه على الرغم من تفوقه العلمي إلا أنه يعشق العلاقات النسائية.

 

مستوى عالمي

وفي مداخلة من الفنان اللبناني عمار شلق، أكد أن أكثر ما شجعه للمشاركة في العمل هو فريق الإخراج المتميز والذي شارك فيه مجموعة متميزة من أفضل مخرجي مصر من ذوي الخبرة المؤهلين لتقديم عمل نجح في أن يصل إلى مستوى العالمية بدليل أنه تم دبلجته إلى اللغة التركية والصينية.

أشار الفنان اللبناني عمار شلق إلى أن شخصيته بالجزء الثالث يطرأ عليها بعض التغييرات حين يقع في مشكلات وصعاب كثيرة بعد عثوره على الحب الذي كان يبحث عنه طويلا، على الرغم من محاولته لمقاومة هذا الحب في بداية حلقات العمل، حيث يجسد شخصية الدكتور إبراهيم كمال صاحب لقب أسرع طبيب بالمستشفى وهو طبيب لبناني يمتلك طاقة كبيرة ويحب عمله ويقدسه ومتزوج من مصرية.