يبحر 14 ساعة لإطعام جيرانه وسط أزمة كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤثر مرض «كوفيد 19» في متاجر البقالة وسلسلة التوريد في المدن الكبرى والمناطق الريفية، لكن بالنسبة إلى بلدة «غوستافوس» البحرية المحاطة بالثلوج، والتي تقع على بعد 7 ساعات عن مدينة «جونو» عاصمة آلاسكا بالولايات المتحدة، فإن أي عطل يشكل قضية أكثر خطورة، وفقاً لموقع إخباري كندي.

أواخر أبريل، انطلق البقال، توشوا باركر، في مركب صغير إلى مستودع «كوستكو» الأبعد في العالم. وبعد رحلة دامت 7 ساعات، وصل مدينة جونو، حيث قام بتحميل ما يعادل 20 ألف دولار من البيض والطحين واللحوم والمعلبات والمنتجات وبالطبع ورق التواليت.

بالنسبة إلى البقال الوحيد في البلدة، بطل تلك البلدة النائية، هذا ما تستلزمه جهود إدارة متجر صغير معروف باسم «توشكو» وإطعام جيرانه البالغ عددهم 446 نسمة، حيث عزلة تلك البلدة تشكل مصاعب لا يدركها سوى سكان آلاسكا أنفسهم.

من دون كهرباء حتى فترة الثمانينات وهاتف حتى منتصف التسعينات، ومن دون طرق يمكنها إيصال سيارة إلى تلك البلدة المحاطة بالكامل، من ثلاث جهات، بالجبال والحقول الجليدية في متنزه جلاسير باي الوطني، يقول عمدة البلدة المتطوع، كالفين كاسيبيت: «إما أن تطير أو تبحر إلى هنا».

وقبل قيامه برحلته الأسبوعية، يقوم البقال باحتساب ما يحتاجه السكان خلال أزمة «كوفيد 19»، ويأخذ الطلبات على الهاتف، وهذه تتراوح من الغسالات إلى البيض. أما كيف يتمكن من التنبؤ بالطلب أسبوعاً تلو الآخر، قال باركر لموقع «ذا هاسل»: «هذا فن وليس علماً»، فالبلدة تشهد تأرجحاً بمقدار 100 غالون في الطلب على الحليب من أسبوع لآخر من دون أي تفسير.

وهو، مع ذلك، لا يمكنه مكافأة نفسه برفع الأسعار إلى مستويات يمكن تبريرها بجهوده الملحوظة اللوجستية، لأن سكان البلدة يعرفون تماماً كلفة كل شيء في مستودع «كوستكو»، ولأنه بهذه الطريقة يحافظ على أمانته.

يقول عمدة البلدة، كاسبيبت: «بقالة توشكو أنقذت البلدة إلى حد كبير، أنا حقاً لا أعرف ماذا كنا سنفعل بدونها».

وكان باركر قد افتتح متجر البقالة منذ عشر سنوات، لكن جذوره في تلك المنطقة تعود إلى جده الأكبر ابراهام لنكولن الذي كان أول من بنى مسكناً دائماً في المنطقة عام 1917.

ومع نمو المتجر، وسع باركر ووالده الأعمال بامتلاك أول محطة بنزين وافتتاح شركة شحن، حيث قام بشراء سفينتين، وبوليصة تأمين بقيمة 300 ألف دولار للحفاظ على سلسلة التوريد في أوقات الاضطراب.

 

Email