قردة النيبال في قبضة الجوع بسبب كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالما اعتمدت القردة في كاتماندو، على أهل الخير وذوي القلوب الرحيمة لتأمين طعامها، إلّا وجدت نفسها وبلا سابق إنذار في وجه الجوع، بعد أن عزل فيروس «كورونا» الناس في منازلهم، ولم يعد الزائرون يأتون محملين بما توفّر من طعام كما كان في السابق. لقد طال انتظار القردة للزائرين دون جدوى، ما اضطرها لدخول المعابد والتجوّل في الغابات في رحلة بحث محموم عن الغذاء.

تقول شوفا باجراشاريا، التي دأبت على مدار السنوات الثلاث الماضية على تقديم الطعام للقردة: «الإغلاق يسبب الجوع، القرود لا تحصل على ما يكفي من الطعام لسد رمقها، لأنّ شخصاً أو شخصين فقط يحضران لتقديم طعام لها هذه الأيام». وعلى الرغم من أنّ شوفا وشقيقها لا يزالان يقدمان 5 كيلوغرامات من الطعام للقردة، مثل الفول السوداني المجفف وكسرات الخبز، إلّا أنّ الطعام الذي يقدمانه لا يكاد يكفي نحو 500 قرد، الكثير منها صغار.

وترى رادا جورونج، من مجموعة «أنيمال نيبال» المعنية بحقوق الحيوان، أنّ البلاد تواجه التحدي الإضافي المتمثل في حماية الآلاف من حيوانات الشوارع مثل الكلاب والقطط والأبقار والحيوانات البرية التي تعتمد على الإنسان في طعامها مثل القردة والطيور، والتي لم يعد مصدر طعامها المعتاد، مثل المطاعم والشركات والمارة متوفراً.

ويتبنى موكيش تشاليز، عالم الرئيسات وهي أعلى رتب الحيوانات الثديية وعالم الأحياء البرية، موقفاً مغايراً بقوله إنّ الإغلاق يتيح فرصة لتعليم القرود كيفية البقاء على قيد الحياة، مضيفاً: «لدينا أكثر من 450 قرداً في غابة تتسع بالكاد لـ 50 قرداً جميعها تعتمد على وجبات الطعام السريعة غير الصحية التي لها تأثير سلبي على صحتها وخصوبتها ومتوسط العمر المتوقع، نقص الطعام الذي من السهل الحصول عليه، والتدخل البشري غير الضروري سيجعل القرود تعود إلى الطبيعة من أجل البحث عن الطعام والبقاء على قيد الحياة».

Email