بعد ثماني سنوات، عاشتها في رحاب «دانة الدنيا»، ها هي الكاتبة الفرنسية السويسرية كيرا دوبونت تربيتزكوي، ترفع يدها عالياً لتلقي على دبي تحية الوداع، لتقفل عائدة إلى بلدها، حيث لم تجد شيئاً تكرم به علاقتها بدبي، أفضل من ألبوم صور يوثق ذاكرتها عن المدينة التي وجدت في أكنافها كل الحب والسلام.

ألبوم كيرا بدا واسعاً ومليئاً بصور التقطتها على مدار حياتها في دبي، حيث تعودت أن تتنقل بين شوارعها، مصطحبة عدستها، وقلماً صغيراً، تدون به ملاحظاتها، وهي التي عملت فترة في قطاع الإعلام، طاردت خلالها الخبر بين أروقة المدينة، التي التقت فيها مع صنوف مختلفة من ثقافات العالم، التي تعبر عنها وجوه أولئك العمال الذين وثقت عدسة كيرا ضحكاتهم، التي تُجمل ملامحهم، لتضع تلك البسمات ضمن أطر خشبية، وتقدمها إلى زوار الرابطة الفرنسية في دبي، ضمن معرض أطلقت عليه عنوان «غير مرئي»، حيث يستمر المعرض حتى 5 نوفمبر المقبل.

موظفو محطات بترول، وعاملو النظافة، وثلة من الفئات المساعدة، وبعض من أولئك الذين يعملون في الزراعة وحرف أخرى، ممن يعيشون بيننا، ولا نشعر بهم إلا بعد غيابهم، تحولوا في لحظة ما، إلى أبطال في معرض كيرا، التي حاولت رصد أحلامهم وطموحاتهم، وبعضاً من ملامح ثقافاتهم ولغاتهم، وما يعشقونه من إيقاعات، ويرددونه من كلمات أغنيات حفظوها عن ظهر قلب.

تقول كيرا، صاحبة كتابي «لآلى من الإمارات» (Perles des Emirats)، و«حياتي الرائعة في دبي» لـ «البيان»: «في جميع تلك الصور، هناك وجوه وظلال وسطور مجهولة، تعبر حياتنا جميعاً، تملأ عربات التسوق الخاصة بنا، وتغسل سياراتنا، وتعتني بأطفالنا، وتحافظ على بيوتنا، وتهتم بحدائقنا، كل هؤلاء غير مرئيين، فمن هم، وما أسماؤهم، وما قصتهم، ما الذي يحلمون به ويطمحون إليه؟ كل هؤلاء اخترتهم بعناية، لأن يكونوا أبطالاً في نظر»عدستي»».

وأضافت: «نعيش في عام التسامح، ولذلك، حاولت في هذا المعرض، الاحتفاء بهم، وأن أشكرهم جميعاً على كل شيء، ليظلوا عالقين في ذاكرتنا جميعاً، من خلال هذا المعرض، أود أن أشكر دبي التي اعتنت بي، كما اعتنت بهؤلاء».