مسافات

«لف النمر».. مصائد محكمة من الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان. «البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة نحو المستقبل.

«لف النمر»، أو مصيدة النمر، اسم لطريقة صيد لم تعد حاضرة هذه الأيام، غير أنها ليست طريقة صيد بغرض المتعة أو الهواية، ولكنها إحدى وسائل حماية الماشية في الزمن القديم، في هذه المنطقة من العالم. تستخدم هذه الطريقة في الصيد، في المناطق الجبلية، وهي معروفة عند سكان الجبال، كوسيلة لاصطياد الحيوانات المفترسة، التي تهاجم قطعان مواشيهم.

وكان هذا النوع من المصائد شائعاً في الماضي، ومعروفاً لدى عامة الناس من أهل الماشية والأغنام، الذين كانوا يفقدون أعداداً من قطعانهم في هجمات مباغتة تقوم بها الحيوانات المفترسة، ما كان يقتضي التخلص من هذه المفترسات.

يتكون «اللف» أو الفخ، من بناء حجري ينقسم إلى حجرتين اثنتين بنفس المبنى، الغرفة الأولى، يوضع داخلها «الطعم»، الذي هو أحد التيوس أو رأس من الماعز، ليتم إغراء الحيوان المفترس به، حيث يتم الإغلاق على الطعم مهما كان، أو تغطيته بإحكام، وعلى نحو متقن، كيلا يصل إليه النمر، في حين أن صوته من الداخل، وراحته تجذب الحيوان المفترس إلى المكان. أما مدخل «اللف»، الآخر، فيكون مفتوحاً على نحو يلفت الانتباه ويغري النمر، أو الحيوان المفترس، بالدخول إلى المصيدة.

بعد دخول النمر إلى المصيدة، يأتي دور الباب الذي يكون مصمماً بطريقة مناسبة، تسمح بانغلاقه فجأة، وعلى نحو مباغت. وفي العادة يكون الباب مربوطاً بمؤخرة المدخل، كما يتم تثبيت قطعة من اللحم في حبل الربط نفسه.

حينما يتوجه النمر إلى قطعة اللحم، ويحاول سحبها، ينسحب الحبل، فيسقط الباب، ويغلق المدخل على النمر بالداخل. لقد استخدم الآباء هذه الطريقة في زمنهم للحفاظ على ماشيتهم من الحيوانات المفترسة. ولكن في وقتنا الحالي، لم يعد من داعٍ لاستخدامها، وقد زالت الأسباب والمسببات. ولكن يتم تقديمها واستذكار، باعتبارها جزءاً من تراث الماضي.

Email