حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قسماً بسلع وهي حلفة وامقٍ

أَقْصَاهُ صَرْفُ الْبَيْنِ عَنْ جِيرَانِهِ

مَا اشْتَاقَ سَمْعِي ذِكْرَ مَنْزِلِ طَيْبَة

إلا وهمت بساكني وديانه

بَلَدٌ إِذَا شَاهَدْتَهُ أَيْقَنْتَ أَنَّ

اللهَ ثَمَّنَ فِيهِ سَبْعَ جِنَانِهِ

ثغر حمته صاح أجفان المها

وَتَكَلَّفَتْهُ رِمَاحُ أُسْدِ طِعَانِهِ

تمسي فراش قلوب أرباب الهوى

تلقي بأنفسها على نيرانه

لَوْلاَ رِوَايَاتُ الْهَوَى عَنْ أَهْلِهِ

لَمْ يَرْوِ طَرْفِي الدَّمْعَ عَنْ إِنْسَانِهِ

لا تنكروا بحديثهم ثملي إذا

فض المحدث عن سلافة حانه

هُمْ أَقْرَضُوا سَمْعِي الجُمانَ وطالَبُوا

فيه مسيل الدمع من مرجانه

فَإِلاَمَ يَفْجَعُنِي الزَّمَانُ بِفَقْدِهِم

وَلَقَدْ رَأَى جَلَدِي عَلَى حِدْثَانِهِ

عَتْبِي عَلَى هذا الزَّمَانِ مُطَوَّلٌ

يُفْضِي إِلَى الإِطْنَابِ شَرْحُ بَيَانِهِ

هَيْهَات أَنْ أَلْقَاهُ وَهْوَ مُسَالِمي

إِنَّ الأَدِيبَ الْحُرَّ حَرْبُ زَمَانِهِ

يا قلب لا تشكُ الصبابة بعدما

أوقعت نفسك في الهوى وهوانه

تَهْوَى وَتَطْمَعُ أَنْ تَفِرَّ مِنَ الْهَوَى

كيف الفرار وأنت رهن ضمانه

ابن معتوق

شاعر أندلسي (1616-1676م)

Email