حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

سَقى دِمَنَ الحَيِّ الحَيا المُتَفائِضُ

وَفي وَجهِهِ بَرقٌ مِنَ البِشرِ وامِضُ

يَصُبُّ عَلَيهِنَّ المِياهَ كَأَنَّهُ

لِما دَنَّسَ العَصرانِ مِنهُنَّ راحِضُ

مَعاهِدُ آرامِ الأَنيسِ فَأَصبَحَت

وَفيها لِآرامِ الفَضاءِ مَرابِضُ

رِياضٌ لَوى بيضَ العَمائِمِ حَزنُها

كَما قُمِصَت حُضرَ المَلاءِ الرَبائِضُ

تُذَكِّرُنا هاتي بِتِلكَ تَشابُهاً

يَبينُ فَيُخفيهِ الشَوى وَالمَآبِضُ

فَتِلكَ الَّتي يَغذو صِنابٌ وَناطِفٌ

وَهاتي الَّتي يَغذو كِباتٌ وَبارِضُ

أَثارَ اِدِّكارُ العَنبَرِيَّةِ حُبَّها

فَفاضَ عَلى الأَحشاءِ وَالصَبرُ غائِضُ

وَلَيلٍ قَضَينا فيهِ لِلأنسِ حَقَّهُ

فَتَمَّت بِما نَهوى الأَماني الغَوائِضُ

تُدَوِّمُ غِربانُ الدُجى فَتَرُدُّها

إِلى الجَوِّ حَيّات الشِماعِ النَضانِضُ

زَمانٌ تَوانى في المَصالِحِ أَهلُهُ

وَكُلُّهُم نَحوَ المَفاسِدِ راكِضُ

يَقولونَ خَيرُ الدينِ وَالعِلمِ سَعيُهُم

وَسَعيُهُم لِلدينِ وَالعِلمِ هائِضُ

عَجزتُ فَأَظهَرتُ القَبولَ كَتابِعٍ

عَجوزاً يُصَلّي خَلفَها وَهيَ حائِضُ

ابن رازكه

شاعر موريتاني (1650-1731م)

Email