حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

شَوقٌ يَروحُ مَعَ الزَّمانِ وَيَغتَدي

وَالشَّوقُ إِن جَدَّدتَهُ يَتَجَدَّدِ

دَع عَنكَ نُصحي بِالتَّبَلُّدِ ساعَةً

يا صاحِ قَد ذَهَبَ الأَسى بِتَبَلُّدي

ما زادَ في أَسَفِ الحَزين وَشَجوِهِ

شَيءٌ كَقَولِكَ لِلحَزينِ تَجَلَّدِ

ما زلتُ أَعصيهِ إِلى أَن هاجَني

ذِكرُ الحِمى فَعَصَيتُ كُلَّ مُفَنَّدِ

وَأَطارَ عَن جَفني الكَرى وَأَطارَني

عَن مَرقَدي مَشيُ الهُمومِ بِمَرقَدي

في جُنحِ لَيلٍ مِثلِ حَظّي حالِكٍ

كَالبَحرِ ساجٍ مُقفِرٍ كَالفَدفَدِ

أَقبَلتُ أَنظُرُ في النُّجومِ مُصَعِّداً

عَينَيَّ بَينَ مُصَوِّب وَمُصَعِّدِ

أَو واجِفٍ أَو راجِفٍ مُتَرَجرِجِ

أَو نافِرٍ أَو حائِرٍ مُتَرَدِّدِ

يَمشينَ في هَذا الفَضاء وَفَوقَهُ

وَكَأَنَّما يَمشينَ فَوقَ الأَكبُدِ

وَالبَدرُ مُنبَعِثُ الشُّعاعِ لَطيفُهُ

صافٍ كَذِهنِ الشّاعِرِ المُتَوَقِّدِ

ما زالَ يَنفُذُ في الدُّجى حَتّى استَوى

فيهِ فَيا لَكَ أَبيَضاً في أَسوَدِ

وَالشُّهبُ تَلمَعُ في الرَّفيعِ كَأَنَّها

أَحلامُ أَرواحِ الصِّغارِ الهُجَّدِ

يَنظُرنَ عَن كَثَبٍ إِلَيهِ خِلسَةً

نَظَرَ المِلاحِ إِلى الغَريرِ الأَمرَدِ

إيليا أبو ماضي

شاعر لبناني (1889-1957م)

Email