حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحبابَنا عودوا علينا عَوْدَةً

واجروا على نَسَقٍ مع الخُلصَانِ

فلربما نَزعَ الخليطُ إلى الحِمَى

وتداعَتِ الورْقاءُ للأفْنانِ

فعلامَ وعدُكمُ استحالَ تمادياً

والشوقُ لا وانٍ ولا متواني

إيهٍ بعيشِكم فما حالَ الوَفا

من بعد ليّكمُ على الحدثانِ

أمّا أنا فيدي نفضتُ عن المُنى

إِنْ كنَّ لا تفْضي إِلى استحسانِ

لكنني ألوي الصديقَ إِلى الحجى

ليَّ العِنانِ بمقْوَلي وبَناني

بعضَ التماسُكِ أيّها الخلُّ الذي

مَدّ الجناحَ وهَمَّ بالطيرانِ

قاطعْتَ من بعدِ التواصلِ بُرْهةً

وصدفتَ عن شتّى من العِرفانِ

خفّضْ عليك وعد إلى شِيَمِ الوفا

فالودُّ محمودٌ بكلِّ لِسانِ

ما هكذا شِيمُ الكرامِ وإِنّها

أمَمٌ وحَسْبُكَ شاهد الإِدغانِ

فاقصر بعيشكَ واعتقلها حِكْمَةً

فالمرْءُ بالخُلَصَاءِ والخلاّنِ

لا تَجْحَدَنَّ على الصديقِ حقوقَهُ

هُوَ أوّل وهيَ المَحلّ الثَاني

 

شاعر دمشقي (1638-1670م)

 

Email