حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداه

فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها

دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِه

وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها

دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه

وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها

ما بالُ عَينِكَ لا تَملُّ مِنَ البُكا

رَمَدٌ بِعَينِكَ أَم جَفاكَ كَراها

يا صاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً

في دارِ عَبلَةَ سائِلاً مَغناها

أَم كَيفَ تَسأَلُ دِمنَةً عادِيَّةً

سَفَتِ الجنوبِ دِمانَها وَثَراها

يا عَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم

وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها

يا عَبلُ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ

فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها

يا عَبلُ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ

شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها

يا عَبلُ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً

سَبعينَ أَلفاً ما رَهِبتُ لِقاها

وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ

وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها

 

شاعر جاهلي (525-608 م)

 

Email