مسافات

«القِلافة».. مهنة أبدعت بأدواتها أخشاب السفن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

جادت حياة الآباء والأجداد بمهن عديدة، انبرى لها الحرفيون المهرة، لتوفير متطلبات المعيشة، والتي كان من أهمها مهنة النجارة، التي ارتبطت بالكثير من الضروريات التي لا غنى لأي شخص أو بيت عنها، خاصة أنها حجر الأساس في صناعة السفن، التي كان الإماراتيون يخوضون بها عباب البحر، ملتمسين منه كنوز اللآلئ ولذيذ الأسماك، التي كان لها دور في توفير الغذاء من جهة، ومن جهة أخرى، في التبادل التجاري الذي مهّد لنهضة تجارية عرفت في دبي منذ القدم، وعززتها النهضة الشاملة التي جاد بها الاتحاد المبارك للدولة.

مهارة

النجارة، أو «القِلافة»، كانت، كما ذكرنا، من أهم المهن التي اضطلع بها السكان في الإمارات، ومن هنا، كان لأدواتها بالغ الأهمية في احتراف إبداعاتها وفنونها، وإتقان تفاصيلها، التي تحتاج إلى دقة مهارة بالغتين. تلك الأدوات كانت تحفظ في جراب خاص بها، مصنوع من خوص النخل، أو من «يواني الخيش»، التي يثبت في أعلاها قطعتان خشبيتان، بحيث تكونان كالمقبض، وتعصم من طرفيها بمعصم لحملها.

أدوات

تتكون عدّة «القلَّاف» من أدوات النجارة، أو أدوات القلافة، مثل المناشير، والمقادح، وأقواس المقادح، و(المقدح عبارة عن مثقب يدوي)، و«القواديم» (جمع قادوم)، و«المناقر» (جمع منقر)، وكانت تلك الأدوات تتوافر بين أيدي أهل الصنعة بأحجام متعددة، بحسب الاستخدامات. كذلك كانت المطارق من أدوات «القِلافة»، التي لا غنى للقلاف عنها، وكذلك قلم الرسم، الذي يرسم به على الخشب قبل أن يقطعه، كي يكون القطع دقيقاً ومبنياً على حسابات محددة.

مكانة

أما المنقر الصغير، فإنه يستخدم لصكائك القطن، التي توضع بين الأخشاب، منعاً لتسرب المياه إلى السفينة. وفي تلك المهنة المهمة، نجد القلاف ذا أهمية وشهرة بين السكان، وغالباً ما يكون دائم التنقل بين السفن، فقد كانت تلك المهنة فناً قائماً بحد ذاته، يحظى محترفوها باحترام ومكانة بين الناس.

 

Email