حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا نسيم الصَّبا رويْدَكَ مَهْلاً

قُصّ عني الحديثَ بَلّاً فبَلّا

قلْ لِمَن يزعَمُ الثرى في أياديه

الثرّيا أوسَعَتْ زعْمَك جَهلا

وتلطَّفْ به فقد خلّف الرأي

وراءَ الحجى بجهلي فضْلا

وقامت أراه طوْعَ إبليس

هوى النفسِ قبلة حيثُ صلّى

فغدا يحسبُ الغوايةَ بالجهْل

رَشاداً ويحسبُ الجهْلَ فضْلا

فدعِ النُّصْحَ باذلَ النُّصْحِ إِنْ لم

تُلفِ للنُّصْحِ والهدايةِ أهلا

لستُ أنسى وقد تملك شطرنجاً

على الوهم تافهاً مضمحلا

فغدا قابضاً على قَصَبِ سَبْقٍ

ويظنُّ الشطرنج قِدحاً معلّى

فكأنّ الفرزين حقاً وزيراه

وكلٌّ ولّاه عَقْداً وحَلّا

وكأنّ البيادقَ البيضَ والسُّمْرَ

جُنوداً تحتاطُه حيث حَلاّ

وكأنَّ الرخاخ طوعاً أظلُّوه

من الزاهرَيْن حيثُ استقلا

وكأنَّ الأفيالَ أفيال ملك الهندِ

سيقَتْ إِليه جَنْباً وذلاّ

عبدالرحمن بن محمد «ابن النقيب»

شاعر دمشقي (1638-1670م)

Email