حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلَّدْتُ جِيدَ الْمَعَالِي حِلْيَةَ الْغَزَلِ

وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ

يأبى ليَ الغيَّ قلب لا يميلُ بهِ

عَنْ شِرْعَةٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ

أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة

عنْ غرة ِ النصرِ، لا بالبيضِ في الكللِ

لَمْ تُلْهِنِي عَنْ طِلابِ الْمَجْدِ غَانِيَةٌ

فِي لَذَّةِ الصَّحْوِ مَا يُغْنِي عَنِ الثَّمَلِ

كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمةٍ

وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ

لَوَلا التَّفَاوُتُ بَيْنَ الْخَلْقِ مَا ظَهَرَتْ

مَزِيَّةُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَلْيِ وَالْعَطَلِ

فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً

فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ

ودعْ منَ الأمرِ أدناهُ لأبعدهِ

في لجة ِ البحرِ ما يغنى عنِ الوشلِ

قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ

وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ

وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ، فَرُبَّ فَتىً

ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَالوجلِ

 

شاعر مصري (1839 - 1904م)

 

Email