كهف «الفِتيَة» التايلانديين يتحوّل إلى مزار سياحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من رحم الأزمة يأتي الإبداع، وتكمن عبقرية الإنسان في قدرته على تحويل المواقع والأحداث التي ارتبطت بأوقات عصيبة إلى مصدر للبهجة والفرحة، أو ربما إلى مزارات سياحية.

هذا ما حدث لكهف «ثام لوانغ» شمالي تايلاند، والذي كان أشهر موقع في العالم منذ ما يزيد على 5 شهور، حينما ظلّ العالم بأكمله يحبس أنفاسه وهو يتابع أزمة الفتية الـ12 الأعضاء في فريق الناشئين لكرة القدم بأحد الأندية التايلاندية، والذين حوصروا تحت الأرض داخل الكهف مع مدربهم لمدة 17 يوماً، إلى أن تمكنت السلطات التايلاندية من إنقاذهم، بمساعدة غطاسين محترفين من بريطانيا وأستراليا.

وبحسب تحقيق نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، قررت السلطات المسؤولة في مقاطعة «تشيانغ راي» حيث يوجد الكهف، إعادة افتتاح الموقع بعد أن كان مغلقاً طوال الفترة التي أعقبت إنقاذ الفتية، وتحويله إلى مزار سياحي.

وبخلاف الاستفادة من الواقعة في تنشيط السياحة بالمنطقة، يهدف القرار إلى تخليد الواقعة وما ارتبط بها من قصص بطولات للبحرية التايلاندية، والتي استشهد أحد جنودها، وهو الرقيب بحري سامان كونان، أثناء محاولة ضخ الأوكسجين إلى الكهف لإنقاذ الفتية من الموت اختناقاً بداخله.

ونشرت «ديلي ميل» صوراً وفيديو للمنطقة المحيطة بكهف «ثام لوانغ» بعد إعادة افتتاحها الأسبوع الماضي وتحويلها بالفعل إلى مزار سياحي. وتظهر في الصور أعداد كبيرة من السياح الأجانب وأيضاً المواطنين التايلانديين وهم يعبرون الجسر المؤدي إلى موقع كهف «ثام لوانغ»، كما تظهر على أحد الطرق البرية المؤدية إلى الكهف مئات الأكشاك المتراصة إلى جانب بعضها البعض، والتي تبيع لزوار الموقع سلعاً متنوعة تضمن مأكولات، مشروبات وهدايا تذكارية.

وقالت فيبا رومانتشوتيما، والتي تبيع أوراق اليانصيب في أحد الأكشاك على طريق الكهف: «لست سعيدة بالنقود الإضافية التي أكسبها بعد تحويل الكهف إلى مزار فحسب، وإنما لأن مزيداً من الناس سيدركون جمال الغابات وشبكة الأنفاق الفريدة من نوعها بالمنطقة».

وكان الفتية الـ12 ومدربهم قد توجهوا يوم 23 يونيو الماضي إلى زيارة مجمع الكهوف بالمنطقة في رحلة ترفيهية ضمن معسكر تدريبي، إلا أن الفيضانات التي ضربت المنطقة في ذلك اليوم حالت دون خروجهم من كهف «ثام لوانغ»، وظلوا عالقين بداخله لمدة 17 يوماً.

Email