Ⅶ حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

وافى الربيع بترنام الفواخيت

منظّم الدر لمّاع اليواقيت

فقم بنا لنقم رسم السرور على

مخضوضل النبت في أشهى المواقيت

ونقترف طيب أوطار الصبا أنفاً

في ظل فصل بطيب العيش منعوت

فالروض أبدى بواكيراً مذبّحةً

تدعو لجمع اشتمال بعد تشتيت

وللبكور على النوار أندية

فضّت نوافج مسك منه مفتوت

وللمجعد من أمواه جدوله

أسرّة مثل تعبيس المصاليت

وللفواقع أحداق بلا هدب

من اللجين كأحداق المباهيت

والريح تستعطف الغصن الرطيب جوىً

فلا يزال عليها عاطف الليت

والزهر قامت به ترتاح من سكر

سوق الزبرجد في درّ وياقوت

فانعم من الورد في أيام جدته

بجوهر من خدود الغيد منحوت

فإن من لم يكن بالورد حيث بدا

مستمتعاً فهو عندي غير مبخوت

وقم لنبتكر اللذات في طربٍ

للهو تتبع تصفيقاً بتصويت

فثمَّ أنشد نفسي والمنى أمَمٌ

إِليك يا نفس منها اليوم ما شيت

عبدالرحمن بن محمد «ابن النقيب»

شاعر دمشقي (1638-1670م)

Email