Ⅶ حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار

وحياً وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار

بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـراً

وأعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار

وشقّت الصمت والأنسـامُ تحملهـا

تحـت السكينـة مـن دار إلـى دار

وهدهدت «مكّة» الوسنـى أناملهـا

وهـزّت الفجـر إيذانـاً بإسـفـار

فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي

عينيـه أسـرار عشـاق وسمـّارِ

كأنّ فيض السنى في كـلّ رابية مـوج

وفـي كـلّ سفـح جـدول جـاري

تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى

تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار

واستقبلـت طفـلاً فــي تبسّـمـه

آيـات بشـرى وإيمـاءات إنـذار

وشبّ طفل الهدى المنشـود متّـزراً

بالحـقّ متّشحـاً بالنـور والـنـار

في كفّه شعلـة تهـدي وفـي فمـه

بشرى وفي عينـه إصـرار أقـدار

وفي ملامحـه وعـد وفـي دمـه

بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار

وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه

واللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري

عبدالله البردوني

شاعر يمني (1929 - 1999م)

Email