حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتذكُرينَ صبيّا عادَ مُـكتهلا

مسربلاً بعذابِ الكونِ.. مُشتملا؟

أشعاره هطلتْ دمعاً.. وكم رقصتْ

على العيونِ، بُحيراتِ الهوى، جَذلا

هُفوفُ! لو ذقتِ شيئاً من مواجعهِ

وسّدتِهِ الصدرَ.. أو أسكنتِه الخُصَلا

طال الفراقُ.. وعذري ما أنوءُ بهِ

يا أمّ! طفلُكِ مكبولٌ بما حَمَلا

لا تسألي عن معاناةٍ تمزّقني

أنا اخترعتُ الظما.. والسُّهدَ.. والملَلا

هل تغفرينَ؟ وهل أمٌّ وما نثرتْ

على عقوقِ فتاها الحبَّ والقُـبُـلا

ضربتُ في البحرِ حتى عدتُ منطفئاً

وغصتُ في البرّ.. حتى عدتُ مشتعلا

أظما.. إذا منعتني السحبُ صيِّـبَـها

أحفى .. إذا لم تُردني الريحُ مُنتعلا

ويستفزُّ شراعي الموجُ.. يلطمُهُ

كأنّه من دمِ الطوفانِ ما غُزلا

ورُبَّ أوديةٍ.. بالجنِّ صاخبةٍ

سريتُ لا خائفاً فيها.. ولا عَجِلا

تجري ورائي ضباعُ القفرِ.. عاويةً

والليثُ يجري أمامي.. يرهبُ الأجَلا

 

شاعر وأديب وديبلوماسي سعودي

(1940 - 2010م)

 

Email