سلطان العتيبة: أطباقي تحمل ثقافة الإمارات لكل العالم

Ⅶ سلطان العتيبة يسعى لوضع تدوين متكامل للطعام الإماراتي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتلمذ على «سرود» جدته وهي تعجن كل صباح خبز «الخمير»، وحب جده لطهو «الهريس والثريد»، تفاصيل عاشت به وعاش بها، مشاهد رسخت في ذاكرة الشيف الإماراتي سلطان مانع العتيبة، حيث كان هذا الشغف هاجساً يراوده، رغم الصعوبات والعادات والتقاليد التي تواجه هذه المهنة، لا سيما إن كان الشيف رجلاً، لكن الحلم والرسالة كانت الغاية الأسمى، ومن هنا كانت البداية.

أطباق إماراتية يروي سلطان العتيبة أو كما يعرف بين أصدقائه وعلى وسائل التواصل الاجتماعي «بالشيف بومانع» تفاصيل رحلته نحو حلمه، وقال: عملت في وظائف حكومية، واكتسبت خبرات عدة، لكني أردت أن أخدم ثقافتي ومجتمعي، بالمحافظة على موروثه، والاعتزاز بالعادات والتقاليد، عبر تقديم ثقافتنا الإماراتية على هيئة أطباق.

البداية كانت صعبة، لنظرة المجتمع لهذه المهنة، وحرصي الحصول على شهادة علمية في المجال، واجهت التحديات، وحصلت على دبلوم في الطهو من المغرب من الأكاديمية الفرنسية، رغم أني كنت آمل أن أجد تدويناً أكاديمياً لأصول المطبخ الإماراتي والخليجي، لكني لم أقف عند هذه العقبة، ودرست الطهو لأتوسع في الأطباق العالمية وما تحويه من ثقافات، ثم أبادر في وضع تدوين متكامل للطعام الإماراتي الأصيل وهذا هو مشروعي للمرحلة المقبلة، وتلقيت الدعم الكبير من أسرتي ومعارفي، فكان دافعاً معنوياً لأحقق طموحي، فالطعام والأطباق المحلية لكل بلد تعبر عن هويته وتاريخه، والثقافة وراء الأطباق الإماراتية تحفل بموروث تاريخي عميق، حيث قصة البحر وسفر الأجداد، والكرم والشهامة لأهل الإمارات، فأطباقي تحمل بين طياتها ثقافتنا وهي رسالة لكل العالم، فلا بد أن نقدم المطبخ الإماراتي كمطبخ عالمي، وإعادة إحيائها وتعريف الأجيال الجديدة بها.

أصالة وابتكار

ويؤمن سلطان بأهمية المحافظة على أصل الأطباق الإماراتية؛ لأنه يعكس هويتنا، ذلك أن الكثيرين غيروا الأصل، وبالتالي تغير أصل الطبخة وطعمها، وهذا يجعل الطبق هجيناً من ثقافات متنوعة، إلا أنه يدحض الرأي القائل أن المطبخ الإماراتي محصور في وجبات تراثية تقليدية، ويؤكد أن الابتكار مهم جداً، ويضيف: قمت بإعداد «الفاست فود» بطريقة إماراتية من خلال استخدام قطعة من لحم «الحوار» لعمل «ستيك».

كانت فكرة صعبة في البداية، أردت تقديمه بطريقة حديثة دون المساس بأصله أو تغيير طعمه، ولاقت الفكرة تفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتلقيت طلبات عدة من الزبائن لتذوق هذا الطبق الإماراتي المبتكر.

«سرود يدوه»

«سرود يدوه» منصة افتراضية تفاعلية، يقدم من خلالها «الشيف بومانع» أطباقه التراثية، بطريقة سلسة، ببهارات خليجية وأوان تراثية، يقدم بين طيات أطباقه تراثاً وقصة وموروثاً معرفياً، رسالة يتفاعل معها رواد التواصل الاجتماعي، حيث بات حسابه منصة لدعم الأطباق الإماراتية ومشروع ربح قائماً على الابتكار والتنوع.

Email