حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ

وَلِلحِلمِ بَعدَ الزّلة المُتَوَهَّمِ

وَلَلمَرءِ يَعتادُ الصَّبابَةَ بَعدَما

أَتى دونَها ما فَرطُ حَولٍ مُجَرَّمِ

فَيا دارَ سَلمى بِالصَريمَةِ فَاللِّوى

إِلى مَدفَعِ القيقاءِ فَالمُتَثَلَّمِ

ظَلِلتُ عَلى عِرفانِها ضَيفَ قَفرَةٍ

لِأَقضِيَ مِنها حاجَةَ المُتَلَوِّمِ

أَقامَت بِها بِالصَيفِ ثُمَّ تَذَكَّرَت

مَصايِرَها بَينَ الجَواءِ فَعَيهَمِ

تُعَوِّجُ رُهباً في الزِمامِ وَتَنثَني

إِلى مُهذِباتٍ في وَشيجٍ مُقَوِّمِ

أَنافَت وَزافَت في الزِمامِ كَأَنَّها

إِلى غَرضِها أَجلادُ هِرٍّ مُؤَوَّمِ

إِذا زالَ رَعنٌ عَن يَدَيها وَنَحرِها

بَدا رَأسُ رَعنٍ وَارِدٍ مُتَقَدِّمِ

وَصَدَّت عَنِ الماءِ الرَّواءِ لِجَوفِها

دَوِيٌّ كَدُفِّ القَينَةِ المُتَهَزِّمِ

تَصَعَّدُ في بَطحاءِ عِرقٍ كأَنَّها

تَرَقّى إِذا أَعلى أَبيكٍ بِسُلَّمِ

لِتَغلِبَ أَبكي إِذ أَثارَت رِماحُها

غَوائِلَ شَرٍّ بَينَها مُتَثَلِّمِ

وَكانوا هُمُ البانينَ قَبلَ اِختِلافِهِم

وَمَن لا يَشِد بُنيانَهُ يَتَهَدَّمِ

بِحَيٍّ كَكَوثَلِّ السَفينَةِ أَمرُهُم

إِلى سَلَفٍ عادٍ إِذا اِحتَلَّ مُرزِمِ

إِذا نَزَلوا الثَغرَ المَخوفَ تَواضَعَت

مَخارِمُهُ وَاِحتَلَّهُ ذو المُقَدَّمِ

أبو الحكيم المري

شاعر جاهلي

Email