الطيور تلهم العلماء تطوير أنظمة الملاحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكفي أن نتصور سماء مليئة بطائرات موجهة عن بعد تحلق بشكل مستقل، من أجل نقل وثائق أو إمدادات طبية أو حتى هدية شخصية، حتى نتساءل عن تلك القدرة التي تتمتع بها الطيور على الطيران عبر بيئات معقدة بسرعة مذهلة من دون أن تصطدم ببعضها.

الفكرة كانت أخيراً موضوع أبحاث في مجلس البحوث الأسترالي على طير ببغاء الدرة، بالتزامن مع دراسات كانت تجريها شركات كبرى عن طرق توصيل جديدة باستخدام طائرات موجهة عن بعد.

الدراسة تهدف إلى المساعدة في تصميم نظام ملاحة وتوجيه للطائرات الموجهة عن بعد مستقلة، لا سيما عندما يكون هناك سرب منها، وقد أظهرت أنه يمكن تعلم الكثير من الطيور، لا سيما لجهة طريقة عمل أدمغتها وأجسادها.

وفي الدراسة، طور العلماء نموذجاً رياضياً من أجل محاولة فهم وتوضيح سلوك الببغاء عند إرسالها عبر نفق في منتصفه عراقيل، مع خيار التحليق إما لليسار أو اليمين، وما تم التوصل إليه كان مثيراً للاستغراب.

فقد أظهرت الدراسة أن طير الببغاء قد يكون طوّر تكتيكاً ذكياً يسرّع مرور السرب بأكمله. فعدد الببغاء التي اختارت كل ممر كان متناسباً مع عرض الممر، بالتالي، يجذب الممر الأوسع المزيد من الطيور والأقل عرضا طيوراً أقل، مما يضمن استخدام الممرين بفعالية متساوية مما يسمح للسرب بالمرور بسرعة كبيرة.

وفي مواجهة فتحات متفاوتة العرض، ظهر أنه عندما كانت الفجوة أعرض من جناح الطير، مر الطير عبرها من دون أي تقطع في ضربات الجناح العادية، لكن عندما اضطر إلى المرور بفجوات أضيق، تقطعت دائرة ضربات جناحه برفع جناحيه أو دسهما وراء جسده سامحاً بمروره دون اصطدام. وقد برهنت الطيور بأنها أقل حذراً عند التحليق عبر الفجوات من مرور البشر عبرها. ويعتقد أن فهم تلك التفاعلات سوف يصبح أكثر أهمية في تصميم وتطوير أسراب الطائرات الآلية مستقبلاً.

Email