Ⅶمسافات

«الميلسة» هدية «الجلافين» لهدهدة الأطفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

عرف البيت الإماراتي قديماً صناعات عديدة للترفيه عن الأطفال، أعطت ملامح وخصائص محلية تمكن الدارس الأنثربولوجي من فهم البيئة والتدليل على الثقافة العامة وأدواتها، التي تعد من أهم ركائز الموروث الشعبي، ومن ضمن هذه الأدوات «الميلسة» أو «الميلس»، وهي وسيلة لحفظ الأطفال عند انشغال الأم في أمور المنزل، أو الجلوس مع من يزورها من الضيوف والجيران، و«الميلسة» تحفظ الطفل من الأخطار، كما تستخدم لتعويده على الجلوس، وتصنع هذه القطعة الخشبية على يد «الجلافين»، وهم النجارون المحليون، كما تمنح كهدايا بين الأسر، عند قدوم الطفل الأول، وعادة ما يحتفظ بها، حتى تقدم لجار أو قريب رزق بمولود جديد.

وتتميز هذه الأداة بصناعتها الخاصة لتلائم الرضيع، مع ما يتطلب ذلك من راحة ودعة، وقد يجلس قربها الأشقاء الأكبر يهدهدونه ويرددون الأهازيج المغناة.

وتصنع «الميلسة» من الأشجار المحلية، مثل «السدر» و«السمر»، أو «الغاف»، وأحياناً من عينات خاصة من أخشاب مستوردة.

و«الميلسة» من الأدوات التي لم تعد معروفة اليوم في مجتمع الإمارات، حيث وجدت لها بدائل مع التطور الذي شهده المجتمع مع مطلع السبعينيات، تماشياً مع التطورات التي طرأت على الحياة، لكنها لا تزال مع بعض محبي المقتنيات التراثية القديمة، يعرفون بجزء من التاريخ الثقافي والاجتماعي لأهل الإمارات، وموروث الترفيه وصناعات البيت التقليدية.

Email