النوارس تهدي زوار شواطئ أبوظبي عشرات الصور

تصوير- مجدي اسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المكان الذي تنفصل فيه اليابسة عن البحر الذي يمتد ليتقاطع بنقطة ما مع السماء راسماً خط الأفق، تطير أسراب النوارس بهدوء وطمأنينة عند كاسر الأمواج في أبوظبي، في مشهد مؤثر يتكرر سنوياً عند حلول الشتاء.

هذه النوارس التي ترفرف بأجنحتها فتبعثر الذكريات، تصبح صيداً لا يتكرر دائماً لعدسات الكاميراً التي توثق بأنهم قد مروا يوماً من هنا، عبر عشرات الصور التي يلتقطها المارة يومياً.

نبض الشواطئ

يجمع المشهد الذي ينبض بالحياة مئات النوارس، التي يجذبها الأطفال إليهم بفتات الخبز فتقترب دون خوف لتأخذ صيداً لم تختره، في وقت يخفف فيه السائقون من سرعة سياراتهم، العابرة للشارع القريب من الشاطئ ليتأملوا المشهد الذي أهدته الطبيعة إليهم، ويستحضرون قصصاً وروايات اعتلتها عناوينها اسم النورس منذ الكتب المدرسية إلى رواية «النوارس المهاجرة» للكاتبة العراقية مريم لطفي الألوسي، ورواية «النورس جوناثان ليفنجستون»، للكاتب الأميركي ريتشاد باخ، وذلك لما تمثله طيور النورس من رمزية الهجرة إلى أماكن تلقى فيها الدفء والأمان.

هجرة

لهذه النوارس التي تحضر إلى شواطئ الإمارات رحلة طويلة تبدأ من بلدانها البعيدة في سيبيريا وشرق آسيا، وتستمر الأسراب بالقدوم منذ شهر سبتمبر لتسكن في السواحل المحلية لمدة تمتد إلى شهور، لتبدأ من بعدها بالهجرة مجدداً منذ أبريل ومايو باتجاه جنوب أفريقيا، هذه النوارس لم يكن مرورها عابراً، بل وثقته مئات آلاف الصور سنوياً، في وقت أصبح مرورها أكثر ألفة بعد أن أطلقوا عليه اسم «الحريش» و«أم الحريش»، لكن المقصود أخيراً، هو النورس باطلاته الجذابة ولونه الأبيض أو الرمادي الذي يجذب الناس.

Email