مسافات

«الدلة الفخارية» خازنة القهوة ومذاق الأصالة في مجالس الطيبين

«الدلة» الفخارية أداة مميزة لحفظ القهوة ساخنة وطيبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد القهوة العربية من أهم مشروبات الضيافة الأصيلة عند العرب، وفي الموروث الإماراتي لإعدادها طقوس متنوعة، لكن صناعتها في الماضي كانت تتطلب وسائل ومهارات خاصة، إذ كانت «الدلة» الفخارية أداة مميزة لحفظ القهوة ساخنة وطيبة، وكثيراً ما تردد على الأسماع «يالجهوة محلاها تفور بغوري الطين هبت علينا رياحها في ميلس الطيبين»، كقول مرتبط بما تعكس أصول الضيافة البدوية من مظاهر الكرم وحفاوة المجالس والبيوت.

و«الغوري والدلة والفناجين» صناعة قديمة في مجتمع الإمارات، وإن كانت «الدلال» اليوم نحاسية فقد سبقتها الفخارية في الأزمان السابقة، التي من أهم مميزاتها احتفاظها بسخونة القهوة ونكهتها، وهو ما كان يحرص عليه الناس كجزء من إكرام الضيوف.

ركوة التراث

وظلت هذه الأدوات الطينية موجودة حتى ستينيات القرن الماضي، إذ كانت بعض البيوت تستخدم هذه الصناعة الفخارية، وحتى في فترات لاحقة على ذلك الزمن، لم تكن هذه الصناعة منسية، إذ لا تزال بعض الأسر الإماراتية تحتفظ بـ«دِلال» يزيد عمرها على نصف قرن أو أكثر، وهي بحالة جيدة، يعدون فيها القهوة لإحياء ماضي الأجداد، ويتفاخرون ببقائها طوال هذه الفترة، كما يعرفون زوارهم بهذا التراث الذي يعرف بالتاريخ الثقافي للقهوة، تفوح من ركوة فناجينه ذكريات الماضي، وقصصه الجميلة وتؤكد على التمسك بالعادات والموروث الشعبي.

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

Email