مسافات

«برغام السماك»..بوق بحري للخطر والتسويق

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

عبر تاريخ الإمارات قبل النفط، كان البحر مصدر رزق وإلهام باستمرار كما هو معلوم، حيث النهمة وغناء البحر مع ما ينطوي عليه من أشواق وآمال وبث للشجون والمخاوف، فإنه يعكس روح التحدي إزاء المجهول، وذلك في سبيل صنع الحياة.

وكما تفنن إنسان الخليج في صناعة أشكال وأنواع من السفن والقوارب، تفنن أيضاً في استخدام الأسماك وطرق صيدها وتدبير فخاخها، ولكن ما يهمنا هنا هو أن استخدام القواقع والمحار والأصداف لم يقتصر على الزينة، وإنما وظف الصدف أيضاً كآلة صائتة، تصدر نغمات يمكن التحكم في مستوياتها وتردداتها.

تراث أصيل

و«برغام» الصياد هو صافرة من الأصداف أو القواقع كبيرة الحجم، كان يستخدمها السماك الإماراتي قديماً، خاصة في الساحل الشرقي وحين تنفخ تصدر أصواتاً ذات مغزى ورسالة.

ويتم إعداد البرغام عن طريق إحداث ثقب في القمة المستدقة للصدفة، بعدها يجري النفخ عبر ذلك الثقب كحال البوق العادي المصنوع من القرون.

ولقد كان الصياد ينفخ «البرغام» عند قدومه من البحر نوعاً من الدعاية والإعلان لأهل القرية عن جاهزيته لبيع السمك لهم.

ولعل لهذا التراث الأصيل جذور ممتدة حتى غرناطة الأندلس، حيث كان الصيادون هناك يوظفون صدف المحار كبوق ليعلنوا للمجتمع أن الأسماك متاحة للبيع. كما يستخدم بوق المحار في الكرنفالات الشعبية.

ولكن في الإمارات كان الصياد ينفخ «البرغام» فضلاً عن ذلك في حال تعرضه للخطر أثناء إبحاره، بسبب الرياح والأمطار أو غيره فيخطر أهل البلد طلباً لنجدته.

 

Email