50 برقعاً تحمل ذاكرة وإرث الجدات في الإمارات

■ القيّمة د. ميشيل بامبلينج خلف أحد البراقع في واحد من معارض «لئلا ننسى» في دبي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«بدأت الحكاية من وجع الفراق والحنين والفقدان، حينما فارقت عمة الطالبة الإماراتية نورة المنصوري الحياة. وفي محاولة لمواساة نفسها، بادرت بالبحث عن برقع عمتها، ليكون رمزاً لحضورها، علّه يهدهد حدة الألم. وسرعان ما أثبتت هذه الفكرة جدواها»، تقول الدكتورة ميشيل بامبلينج، القيّمة الفنية والمعنية بتوثيق التاريخ الاجتماعي الشفوي لدولة الإمارات بالمعارض والمطبوعات والأفلام.

وتروي الشابة نورة المنصوري بداية الحكاية قائلة: لم يسبق لي أن شهدت فقدان أحد من أفراد العائلة حتى فبراير 2011، عندما توفيت عمتي الكبيرة التي كانت شخصية مهمة، ولها احترامها ومكانتها في قلوب عائلتنا، وكنت محظوظة بعثوري على البرقع الخاص بها، وإن كان بعد ما يقارب من العامين، ليخفف من وحشة الفراق.

ذاكرة

وسرعان ما اتسعت دائرة الفكرة، وتم تناقلها بين الشابات وأسرهن، ليشكل كل برقع حكاية عائلة، ليبلغ العدد الإجمالي لبراقع الجدات 50 قطعة، تحمل كل منها ذاكرةً وتاريخاً وتراثاً متنوعاً. ويتجلى في إرث هذا المنتج الذي كانت العديد من النساء يفصّلنه ويصنعنه بأيديهن، تنوعه بين الخاص بالحياة اليومية، أو الخاص بالأفراح والمناسبات الاجتماعية.

فنون

ويتعرف الزائر من خلال معارض «لئلا ننسى» الدورية، التي تنظمها القيّمة ميشيل بامبلينج، سواء بشكل مستقل، أو بالتعاون مع جهات أخرى، مثل مدرسة «فان كليف آند أربلز» في دبي، على فنون البرقع والذاكرة الجمعية وسلسلة تداعيات حكاياته. وتعتبر «لئلا ننسى»، مبادرة فنية شعبية، وقاعدة أساسية تهدف لأرشفة وحفظ الصور العامية والتاريخ الشفاهي للإمارات، من خلال موقعها الإلكتروني، وورش العمل والمعارض التابعة لها. علماً بأن هذه المبادرة انطلقت حديثاً تحت رعاية مؤسسة «سلامة بنت حمدان آل نهيان»، وهي مبادرة مجتمعية ترحب بمشاركة عامة أفراد المجتمع.

Email