الموهوبون ثروة وطنية، ورعايتهم والبحث عنهم يأتيان من خلال تعزيز المناخ المحفز إلى الإبداع، وإتاحة الفرصة لهم وتشجيعهم، وتوفير الإمكانيات في سبيل اكتشاف المواهب القادرة على الابتكار، وإذا سأل كل شخص نفسه ما الذي يميزه عن غيره، فمن الممكن أن يكتشف موهبة حقيقية لديه مدفونة، بالتنقيب عنها بنفسه أو ربما بمساعدة أشخاص.
الكاتب الباحث الإماراتي محمد حمدان بن جرش واحد من هؤلاء الذين تم اكتشاف مواهبهم الإدارية عن طريق المصادفة، إذ يرى أنه لم تكن تتوافر في نفسه موهبة الإداري الناجح، ولكن قد يقابل الإنسان أشخاصاً يساعدونه على اكتشاف هذه المواهب الكامنة.
ويقول ابن جرش: «كنت في زيارة لنادي الشارقة الرياضي عام 1998، وبالتحديد صادف ذلك مدة انتهائي من الدراسة الجامعية والبحث عن وظيفة، وبينما كنت جالساً أتابع التمرينات الرياضية للاعبين، جاء المشرف الفني وطلب مني أن أنضم إلى النادي وأعمل إدارياً في قطاع مدرسة كرة القدم.
وحاولت أن أوضح له أنني لا أرى في نفسي الموهبة لاختراق هذا المجال، لكنه كان مصرّاً وقال لي: (أراك غداً في تمام الساعة الرابعة عصراً، وتكون مرتدياً الزي الرياضي، وأتوقع أنك موهوب في المجال الإداري، ستكون يوماً من الأيام من أفضل الإداريين، وتفيد ناديك والمنتخبات الوطنية).
تعجبت كثيراً في ذلك الوقت من تفاؤله وإصراره، وفي اليوم التالي انضممت إلى النادي، وقد واجهت صعوبات في البداية، ولكن إن كنت تحب ما تفعله فتأكد أنك ستنجح، ومرت الأيام وتحققت رؤية المشرف الفني، وبعد 5 سنوات تم اختياري مديراً لمنتخب الإمارات للناشئين، كما ألفّت كتاباً يشرح مهام الإداري الناجح وصفاته، وأطلقت عليه: «دليل الإداري الناجح.. صغار اليوم صانعو أمجاد الغد»، ويعتبر الكتاب أول إصدار لي، وقد أصبح مرجعاً لمعظم الإداريين الجدد، وتم توزيعه على أندية الدولة، وحظي بالإشادة والتقدير من المسؤولين».


